صالح الشايجي يحلل أسباب فشل الديموقراطية العربية

زاوية الكتاب

كتب 646 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  العرب والديموقراطية

صالح الشايجي

 

الديموقراطية وسيلة وليست غاية، وهي وسيلة ليست بالضرورة جيدة أو مثالية، وهناك من وصفها بأنها أفضل الأسوأ.

وللديموقراطية مقاييس ومواصفات عديدة وهي ليست نسخة متكررة متطابقة المواصفات. فديموقراطية أميركا ليست توأم الديموقراطية البريطانية، وديموقراطية فرنسا ليست هي ديموقراطية ألمانيا، وهكذا فلكل بلد ظروفه السياسية والاجتماعية وبناء عليها ترسم خطوط ديموقراطيته ومواصفاتها.

والديموقراطية ثقافة شعب قبل أن تكون نظاما سياسيا، بل إن الركيزة الأساس التي تقوم عليها الديموقراطية هي المحصلة السلوكية للشعب. وقيل إن الديموقراطية تأتي من القاعدة لا من القمة، أي من سلوك الناس وطبيعتهم وطرق تعاملهم وتعايشهم، ولا تأتي نتيجة قرار من الحاكم، بما يعني أنها إفراز مجتمعي ينظم في صيغة قانونية ويتم التعاقد عليه بين أفراد المجتمع أو الشعب.

نلاحظ النجاح التام للديموقراطية في دول العالم غير العربية وفشلها في الدول العربية، ولا بد لنا من التساؤل حول فشل العرب في الديموقراطية!

كانت لبنان واحة ليست مكتملة الخضرة للديموقراطية الناقصة لا الكاملة، أما في العقود الأخيرة فقد عم النقص ولم يعد للكمال من أثر في الديموقراطية اللبنانية.

في سنوات العهدين الملكيين في كل من مصر والعراق كان هناك ما نستطيع تسميته بالديموقراطية وكانت تانك الديموقراطيتان كافيتين لترتيب الوضع السياسي في البلدين وفي إحساس الشعبين بنسائم الحرية التي تتيحها الديموقراطية وكذلك إحساس بالأمان لدى المصريين والعراقيين بأن هناك من يحرص على صون مصالحهم ورعايتها وينهض بالبلاد على الشكل الصحيح، ولكن ما حدث في ذينك البلدين من تغيير للنظام السياسي من ملكي إلى جمهوري قوض كل ما كان قائما وفتح بابا للفوضى والديكتاتورية فعم الخراب وتراجع البلدان الى الخلف وساد الفقر والأمية وبرزت على السطح طبقة أفرزها الوضع الجديد لا تؤمن بالعمل والإنجاز ودفع البلد الى الأمام بقدر ما تؤمن بالخطب الرنانة ودغدغة مشاعر الشعب ورجم العهد الملكي ووصفه بصفات سلبية واتهامه بالرجعية والعمالة والخيانة الوطنية وما إلى ذلك وطرح ثقافة جديدة لدى الشعب تؤمن بالزعيم ووطنيته وقدراته ولا ترى الكون الا من خلاله.

هذه الثقافة القائمة على تقديس الفرد ـ إضافة إلى أمور أخرى قد نأتي على ذكرها في مقال لاحق ـ هي التي أفشلت الديموقراطية المجربة الآن في دول ثورات الربيع العربي وقبلها بالطبع العراق بعد سقوط نظامه السابق.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك