الدعيج يكتب محذراً: الوضع الكويتي أكثر من صعب!
زاوية الكتابكتب مايو 5, 2014, 12:49 ص 1025 مشاهدات 0
القبس
دكتور.. الحقنا
عبد اللطيف الدعيج
الموضوع الرئيسي لعدد مجلة «الطليعة» الأخير، تناول وضع الدولة المالي بشكل تحذيري ومقلق، إذ تحت عنوان «مدخرات الكويت ستذهب مع الريح خلال 4 سنوات»، استعرضت «الطليعة» التقارير والإحصاءات المحلية والدولية لتصل إلى هذه الحقيقة المرعبة، فعلى ذمة «الطليعة» فإن عام 2017 سيكون موعد إفلاس الكويت وعجز الموارد المالية للدولة. والواقع أن هذا يعتبر في نظري وحسب ملاحظتي تحول عظيم في مواقف «الطليعة»، أو بالأصح المنبر الديموقراطي، خصوصا أن الموضوع لم يُحمّل ـــ كالعادة ــ الحكومة او السلطة وحدها مسؤولية تبديد الثروة او النضوب المتوقع.
موقف المنبر الديموقراطي بدا اكثر نضجا وموضوعية من السابق، حيث اكتفت «الطليعة» هذه المرة بالتحذير وإطلاق صفارة الإنذار من الوضع المأساوي القادم. دون أن تحمل الفساد أو سراق المال العام المسؤولية، كما كان يحدث سابقا او من قبل «الموالون السابقون» هذه الايام.
مع هذا، فإني أعتقد أن التحذير والإشارة ليسا كافيين، والمفروض ألا يتوقف المنبر الديموقراطي عند التحذير ولفت الأنظار الى المستقبل المرعب، بل ربما حان اليوم الأوان للقوى الديموقراطية الوطنية كافة لأن تتحمّل مسؤوليتها، وأن تتولى الريادة في التصدي للوضع المأساوي أو الكارثة القادمة. إن السلطة لا شك عاجزة، وليس من الحكمة على الإطلاق التعويل عليها لمعالجة هذا الوضع الصعب، خصوصا بعد الحصار والعزلة اللذين تعرضت لهما بفعل تخلي الموالين عنها، أو بالأحرى انقلابهم عليها، في حين انضمت القوى الوطنية للمعارضة «الفالصو»، أو اكتفت بالمواقف الحيادية في أفضل الأحوال.
موقف المنبر الديموقراطي الأخير بداية جدية لتصحيح المواقف السابقة، ولكنها ستكون خطوة ناقصة أو معدومة الأثر إن لم يتولّ المنبر الديموقراطي تفعيل موقفه الأخير، واتخاذ خطوات إيجابية لمواجهة الكارثة التي حذر منها. وهنا لا نجد مؤسسة او فردا افضل من الدكتور احمد الخطيب ليتولى بشكل مباشر مهام الانقاذ الوطني، وذلك بالدعوة والاصرار على عقد مؤتمر وطني يتم فيه «تحدي»، و«تحدي» بين قوسين للتدليل على أهميتها وجديتها، جميع القوى والمجاميع السياسية لعرض حلولها «العملية»، والعملية ايضا بين قوسين، لمواجهة الكارثة القادمة.
إن الوضع أكثر من صعب، ومستقبل الأجيال القادمة، بل وحتى الحالية، معرّض للخطر. والمطلوب تجاوز الخلافات والصخب الحالي وتناسي إشاعات التآمر المزعوم لهذا او ذاك على الوضع، او اكاذيب «وخرابيط» النهب المزعوم لثروة «ناضبة أصلا»، من أجل الاتحاد الوطني المسؤول لمواجهة الكارثة القادمة.
تعليقات