'حسنة لا تمحو سيئة'.. ناصر المطيري معلقاٌ على استقالة بعض أعضاء مجلس الأمة

زاوية الكتاب

كتب 1362 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  الاستقالات النيابية ماذا بعد؟!

ناصر المطيري

 

في رأيي قد اذهب الى اعتبار ان الاستقالات التي تقدم بها بعض اعضاء مجلس الأمة هي حسنة ولكنها باعتقادي حسنة لا تمحو سيئة المشاركة في انتخابات الصوت الواحد التي افرزت لنا هذا الوضع البرلماني البائس، فالنواب المستقيلون اليوم بذريعة المحافظة على الدستور وتفعيل المساءلة السياسية والدور الرقابي للمجلس هم ذاتهم من تجاهلوا كل ذلك فيما مضى وامتطوا صهوة الصوت الواحد للوصول الى مقعد التمثيل النيابي رغم انخفاض نسبة المشاركة التصويتية التي عكست رفض الشارع للتجاوز على المكتسبات الدستورية والتلاعب بالنظام الانتخابي بما يخل بالارادة الشعبية.

ولعل ابلغ دليل على ما اعتقد هو اعلان البعض ممن استقال اعتزال العمل السياسي نهائيا وذلك لأنه ادرك انه ومن خلال حساباته الخاطئة في السابق وممارساته البرلمانية غير الدستورية وارتمائه بأحضان الحكومة على حساب ارادة الشعب ومن ثم حصلت له الصدمة السياسية عندما باعته الحكومة بثمن بخس بعدما استهلكته سياسيا وشعبيا فاستبدله المنتج الحكومي بممثلين آخرين يجيدون العرض السياسي الساخر لعل الجمهور يصفق من جديد.

ما يحدث اليوم في الساحة السياسية وما نشهده من تناقضات وممارسات مشوهة وربما هيمنة السلطة التنفيذية على الساحة قد افسد الوضع العام في البلاد وولد حالة من التذمر والقهر السياسي في نفوس الناس وصلت الى بعض ممثلي اعضاء مجلس الأمة ممن لايزال لديهم بقية من حس بالمسؤولية والأمانة.

النواب المستقيلون وان كانوا خسروا المقاعد الخضراء الوثيرة في مجلس الأمة الا انهم ربحوا المستقبل بل ربحوا احترامهم لذواتهم واحترام الناس لهم، ولكن ليس كل النواب الخمسة المستقيلين في ميزان واحد ولاهم متساوون في نظرة الاحترام من الناس لهم بل ان الوعي الشعبي يميز درجة المصداقية وقوة الموقف والمبادرة في اتخاذ القرار، «بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ، وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ».

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك