عن سلطة الإعلام وإعلام السلطة!.. يكتب ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 587 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  سلطة الإعلام وإعلام السلطة

ناصر المطيري

 

إشكالية العلاقة بين الاعلام والسلطة تشغل الكثير من الباحثين في الحريات الصحافية ودرجات تمتع الشعوب بها، والعالم العربي خصوصا يشهد اليوم تراجعا في الحريات الاعلامية بسبب اختلال ميزان العلاقة بين الاعلام والسلطة.

ولاشك أن هناك علاقة ترابطية بين طبيعة النظام السياسي وبين طبيعة النظام الاعلامي، فالنظام السياسي يهيئ المناخ ويتيح الفرص لنشوء نظام اعلامي مناسب، ولهذا فان النظام السياسي والاجتماعي هو الذي يعرف الاعلام ويحدد شكله ومضمونه.

وعندما تختلف الأنظمة السياسية تختلف معها عادة الأنظمة الاعلامية.

وحرية الصحافة أو الاعلام في أي مجتمع هي امتداد للفلسفة والرؤية الاجتماعية التي تولدت في ذلك المجتمع. ويمكن أن تتحدد طبيعة ومفهوم حرية الاعلام من معايير عدة أهمها انفتاح المجتمع من خلال تدفق حر للمعلومات.

ووصول وسائل الاعلام الى المصادر والمعلومات التي تحتاجها، بما فيها معلومات عن الحكومة.

الباحثون وخبراء الاعلام العالميون وضعوا ثلاث حالات يمكن وصف وسائل الاعلام ودورها في المجتمعات من خلالها. وقام هؤلاء الباحثون باستخدام تشبيهات واستعارات مبنية على أساس العلاقة بين الانسان والكلب، لتوضيح هذا الدور والوظيفة الاعلامية:

1. وظيفة كلب المراقبة (watchdog). وتعد هذه الوظيفة امتدادا لمفهوم السلطة الرابعة، أي وسائل الاعلام تسعى لأن تكون رقيبا على كل ما يدور في المجتمع من مدخلات ومخرجات، بما في ذلك مراقبة المؤسسات الاجتماعية النافذة في المجتمع.

2. وظيفة كلب الحراسة (guarddog): وتعني هذه الوظيفة أن وسائل الاعلام تقوم بحراسة المؤسسات النافذة في المجتمع فقط، وتكون في أشد الحرص على متابعة العناصر الطفيلية التي تدخل الى المجتمع وتعكر صفو ونقاء العلاقة القائمة.

3. وظيفة الكلب الأليف (lapdog) وتعني أن وسائل الاعلام ترتمي في حضن المؤسسات الاجتماعية، دون أن تكون اداة مستقلة، ودون ابداء أي مساءلة للسلطة، ودون الالتفات الى الآراء والاتجاهات الأخرى في المجتمع وبالذات التي لا تتفق مع مصالح المؤسسات النافذة في المجتمع.

وتقع وسائل الاعلام بين السلطة، التي تمثلها المؤسسات الاجتماعية، وبين المواطن، الذي يمثله جمهور وسائل الاعلام.

وتوجد أربع وظائف تعكسها هذه العلاقات، هي وظيفة الصحافة كسلطة رابعة، ووظيفة الاعلام التوجيهي، ووظيفة الاعلام المدني، ووظيفة الاعلام الاقناعي.

وعموماً، يمكن الحكم أن الصحافة أو الاعلام تندرج تحت مظلة من مظلتين رئيستين، هما: اعلام السلطة، وسلطة الاعلام.

فاعلام السلطة يعني أن الاعلام هو أداة في يد السلطة تحركه لتحقيق سياساتها وبرامجها.

أما سلطة الاعلام فتعني أن الاعلام يمتلك سلطة فاعلة في المجتمع تهيئه لدور يعكس صوت المواطن ويحقق في الشأن العام باستقلال وشفافية بعيدا عن تأثير وضغط المؤسسات الاجتماعية.

ومن خلال المراجعات العلمية للأفكار العامة، والدراسات المتخصصة، يمكن الاستنتاج بأن المؤسسات الاعلامية تقوم بوظائف عديدة ومتنوعة، حسب طبيعة الدور المعطى لهذه الوسائل في المجتمع. وقد تبنت الدراسات الإعلامية المتخصصة اربع حالات او تصنيفات يمكن من خلالها تحديد علاقة وسائل الاعلام بالمؤسسات الاجتماعية، وهذه الحالات، هي السلطة الرابعة، والاعلام الموجه، والاعلام الاقناعي، والاعلام المدني.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك