خلافاتنا تنحصر في قضايا نخبوية وليست شعبية.. بنظر عبد العزيز التويجري

زاوية الكتاب

كتب 410 مشاهدات 0


القبس

القضايا الشعبية مهملة!

عبد العزيز التويجري

 

• جل اهتمامنا ينحصر في قضايا ليست ذات طابع معيشي يومي.

الواقع أننا نعيش مرحلة ما يمكن أن أسميه «الترف السياسي»، وهو نوع من السلوك الجمعي الذي يعتري أولاً السلطتين التشريعية والتنفيذية، ثم الأوساط الشعبية.

وسوف أفسِّر هذا المصطلح بما تتيحه لي المساحة هنا، فجُلّ اهتمامنا اليوم يتركز على قضايا، صحيح أنها مهمة، ولكنها ليست ذات طابع معيشي يومي. فمواضيع مثل الدستور والتكتلات التي تحصل تحت مسمى معارضات، والخطابات والخلافات الكبيرة تنحصر في قضايا نخبوية وليست شعبية، بينما في الواقع إن المواطن يريد اهتماماً اكبر بمعيشته اليومية التي يكابدها، يريد أن يناقش قضايا الاقتصاد اليومي لمستوى حياته المادية ومستقبل أطفاله، يريد أن يهتموا بقضايا الإسكان التي تُطلق فيها وعود غير واقعية، ويريد هذا المواطن أن تتم مناقشة قضايا التعليم للارتقاء بمستوى التلاميذ وضبط المدارس وإنهاء ظاهرة الدروس الخصوصية، التي تكاد تتحول إلى أمر اعتيادي كسيفٍ يُشهره المدرس الخصوصي في وجه القانون ووجه كثير من التحذيرات، التي أطلقها معظم الذين تسلموا مناصب في «التربية».

يريد المواطن أن تهتم الحكومة والمجلس اكثر بقضايا البطالة الواضحة والمقنعة، أن يلتزم الموظف بدائرته، ولا يقوم الفرّاش الآسيوي بأعماله، وقد يحمل الاختام أيضا. أن يكون الإنتاج موازياً للدخل الذي يتقاضاه، وأن يُقضى على الفساد، فلا يأخذ فرصته إلا الذي يستحقها.

يريد المواطن أن تهتم الحكومة والمجلس بالمشاريع الصغيرة، وألا يتوقف الامر عند منح قروض تشجيعية، بل توجد لجان تتبنى هذه المشاريع وتتابعها حتى تقف على أقدامها. ويريد المواطن أن تحل مشكلة الأراضي، سواء السكنية أو الزراعية، وأن يعيش مفهوم حياة دولة الرفاه من دون قلق من زوالها، فلماذا تزول دولة الرفاه، ونحن لدينا كل المقومات لاستمراريتها.

نريد ألا نتربص ببعضنا سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، نريد ان نتكامل، لا أن يلغي أحدنا الآخر، تماماً كما كان يفعل أجدادنا يقف بعضهم مع بعض في الأزمات ويسند بعضهم بعضاً، لا أن يتشفى بعضهم ببعض، ولا يساهمون في إغراق المتعسّر كي تتسع لهم المساحة!

نريد أن يتوقف هذا الجشع والسباق المحموم لجمع الأموال، وكأن الامر أشبه بموسم سينتهي بعد أيام. نريد أن نبني لأجيالنا المقبلة، كما بنى لنا أجدادنا، نريد ان نرد الدين الذي في أعناقنا لهذا الوطن.

إنها صرخة نقول من خلالها يكفي.. فعلا يكفي هذا التفكير النخبوي بالقضايا، كلنا من يريد ان يصبح زعيماً سياسياً ويتبجح بانتصاراته.. ولكن على مَن هذه الانتصارات؟! على ابن بلده؟! على الكويت؟! على الوطن الذي نجد العالم من حولنا اليوم يتحسرون على أوطانهم؟!

لنكن أكثر التصاقاً بالشعب.. بالناس البسطاء الذين يطمحون إلى كل ما ذكرت.. وكفى.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك