سامي الخرافي ناصحاً: الكويت باقية ونحن راحلون!
زاوية الكتابكتب مايو 10, 2014, 1:05 ص 917 مشاهدات 0
الأنباء
جرس / وصية جدتي
سامي الخرافي
مازلت أتذكر أنني عندما تخرجت في جامعة الكويت، قبل أكثر من 25 عاما توجهت مباشرة إلى جدتي، رحمها الله، لأبشرها بتخرجي ولتشاركني فرحتي بهذه المناسبة، فكانت سعيدة جدا بالخبر بشكل لا يوصف رغم أنها لم تكن تعرف ما هي الجامعة أصلا، وقالت لي: مبروك.. وتستاهل يا وليدي كل خير، ثم أوصتني وصية لن أنساها مادمت حيا، (علما بأنني عدلت كثيرا من المفردات التي ذكرتها جدتي حتى تكون مفهومة للقراء الأعزاء)، قالت فيها: «اسمع يا ولد مبارك، نسبة لاسم والدي، راح تشوف بحياتك «الهوايل»، وتشوف ناس «مو زينة» في كل مكان تشتغل فيه أو تروح له، وتتعرف على ناس تتكلم بكل شيء وما عندها ضمير، وناس خيرها من الكويت وتنسبه لدولة ثانية اسمع يا سامي: عمري وصل ثمانين سنة تقريبا، واللي صار عندكم تراه صار عندنا وأكثر، ترى المشاكل ما تخلص، ولكن أنتم بخير ونعمة مقارنة بما كنا عليه.. حمدوا ربكم واشكروه، حكامنا وشيوخنا كانوا مع أهل الكويت في السراء والضراء، راح تتذكر كلامي في يوم من الأيام، راح تشوف هالناس يتطاولون على الحكام وعلى الشيوخ وعلى كل واحد ما يتفق معاهم لأن هالنوعية من البشر موجودة ما راح تنتهي دام فيه ناس تدفع لهم.. ديرتك الكويت حطها بعينك، الكويت لو عطيتها ماي عينك ما توفيها حقها، شوف علامات الكبر علي.. ويا الله حسن الخاتمة، تراني شفت بعيني الهوايل اللي مرت بها الكويت قبل النفط وبعده، لا تسمع كلام المطبلين تراهم حاسدين ديرتك من زمان، حط في بالك هالمثل «ما يحك ضهيرك إلا ظفيرك»، ومهما اختلف أهل الكويت مع بعضهم البعض فهم على قلب واحد، فقد كانت حياتهم سواء في البحر أو في البادية كلها تكاتف وتعاون، وخلافهم مهما كبر يزول بإذن الله الله» يرحمك يا جدتي رحمة واسعة.
تذكرت هذه الوصية لما أشاهده في الدواوين وما أقرأه في وسائل التواصل الاجتماعي من شتم وتطاول وتشكيك بالذمم.. الخ، فتذكرت وصية جدتي عندما قالت لي قبل حوالي 25 عاما في وصيتها عن هؤلاء: ستراهم في كل مكان وزمان' وكأنها تتكلم عن واقعنا الحالي بتفاصيله الدقيقة.
إن الاختلاف في وجهات النظر هي ظاهرة صحية من أجل النهوض بالبلد في كل المجالات، والحديث عن أوجه القصور في الكويت وما أكثرها هو دلالة على حب الجميع لهذه الديرة لإيجاد الحلول دون الاكتفاء بالإشارة إليها، فلهذا تكون وجهات النظر صادقة بعيدا عن أي تكسب سياسي أو غيره، ولكن الملاحظ حاليا هو التعرض للأشخاص بأعينهم، وكأن هناك عداوة راسخة بينهم، فلم تعد المصلحة العامة عند الكثير هي مقياس للاختلاف فقد أصبحت المصالح الخاصة هي التي تحرك أصحاب النفوس الرديئة والنتنة في خلق جو غير صحي في ديرتنا وضرب النسيج الكويتي بكل دناءة دون الالتفات للمصلحة العليا للوطن، علما بأن هذه الأمور ليست من ديننا وليست كذلك من عاداتنا وتقاليدنا التي تربينا عليها.
وأخيرا، أتمنى من هؤلاء أن يعودوا إلى رشدهم، وأن يضعوا مصلحة الكويت، الكويت وبس، فوق كل اعتبار، لأنها المظلة التي تتسع للجميع، وستبقى أكبر من الجميع، فاحرصوا عليها فنحن راحلون وهي الباقية، فهل سيتحقق ذلك؟
تعليقات