حسن كرم يكتب عن قنبلة مرزوق الغانم!
زاوية الكتابكتب مايو 10, 2014, 1:10 ص 1335 مشاهدات 0
الوطن
هل هناك حقاً مؤامرة لتقويض أركان الدولة..!!
حسن علي كرم
في يقيني نحتاج الى لاعب شطرنج بارع أو خبير في فك الطلاسم والاحاجي كي يفك لنا نحن المواطنين الذين نقبع على الهامش ولا حول لنا ولا قوة غير الاعتماد على الله، ثم ثقتنا بحكومتنا الرشيدة، ذلك لكوننا نجلس بعيدا عن مسرح الاحداث وخيوط الطلاسم وما يلف من غموض دائرة الاوضاع من حولنا، وكأننا طرشان في الزفة..!!
رئيس مجلس الامة الصنديد مرزوق الغانم يطل فجأة على شاشة قناة الراي، وعلى محياه ابتسامة عريضة عرض الشاشة وكأنه يقول نكتة لا انه يخوف الناس، فيفجر مفاجأة أو قل خبرا بحجم قنبلة عن ان هناك مؤامرة كبرى لتقويض اركان الدولة(؟؟).
اركان الدولة مرة واحدة..؟!!
هل اركان الدولة كرتون بيض أو بيت من خيوط العنكبوت حتى بنفخة من فم ابليس نزق فتنهار..؟!!
رئيس مجلس الامة الرجل الثاني في التراتبية السياسية في الدولة، يقول هذا الكلام، لو قاله شخص عادي لكان هو الآن مرميا في غياهب أمن الدولة..!!
لذلك نقول اذا كان لدى الرجل الثاني في الدولة هذه المعلومات الخطيرة، لم سكت عنها ولم يبلغها للجهات الامنية المسؤولة كي تتخذ من جانبها ما يستلزم الامر لمثل هذه الاوضاع..؟!!
والسؤال هنا، من هم هؤلاء الذين عناهم الغانم ويتآمرون على تقويض اركان الدولة.. هل هم افراد..؟ تنظيمات حزبية أو ارهابية أو عصابات مسلحة أو دول أو مؤامرات خارجية.. أو.. أو..؟!!
اغلب الظن، لقد وضع مرزوق الغانم نفسه في دائرة الظن والمظنة، فيما اراد ان يخرج نفسه عن دائرة المسؤولية.. ذلك ان من استشعر خطورة امنية عليه ان يسارع الى ابلاغ الجهات الامنية، فما بالك بقضية بحجم المؤامرة على الدولة.. فإذا لم يبلغ فقد تحمل القصور، واما اذا كانت الدوائر الامنية وكذلك اركان الدولة السياسية المعنية بالتقويض على علم بتلك المؤامرة وقد احتاطت للامر، فلم يكن مبررا ان يتسارع وينفرد مرزوق الغانم بإعلان المؤامرة من على شاشة التلفاز لأن المسؤولية قد استجمعت بيد السلطات الامنية.
ان البلد لا يستوعب مثل هذه المسائل المقلقة ولا هو مطلوب من المسؤولين ان يستخف بهم العقل ويتعاملون باستخفاف مع القضايا الامنية الخطيرة.
نحن نعلم ان لرئيس مجلس الامة خصوما سياسيين وهذا الوضع الطبيعي ان يكون له خصوم، ولكن شتان ما بين الخصومة السياسية أو حتى الشخصية والقول بمؤامرة بحجم تقويض اركان الدولة.. فماذا يعني لمرزوق الغانم تقويض اركان الدولة غير انهيار الدولة بمؤسساتها السياسية والامنية والاقتصادية والمالية وبث الهلع والخوف في نفوس الناس.
لقد صعد مرزوق الغانم نفسه الى صف الدولة وكأنه اراد ان يقول انا الدولة متناسيا انه عضو منتخب من الشعب يتمتع اليوم بعضويته وغدا قد لا يكون.. لذلك كان خطأ الخلط ما بين الخصومة السياسية والخصومة الشخصية التي تزول بزوال الاسباب.
على مرزوق الغانم الذي فجر هذه القنبلة ولم يكن مطلوبا منه ان يفجرها، إما ان يصحح مقولاته ويعتذر، واما ان يمضي في كشف الحقائق للشعب ويبط الجبرة.. ولا حاجة للتخفي خلف ظهر الآخرين.
تعليقات