عن مشكلة البدون تكتب - أماني العدواني

زاوية الكتاب

كتب 1316 مشاهدات 0


' مشكلة البدون والإدارة الايجابية للامكانيات'

سأتحدث عن فئة البدون من زاوية انسانية بحتة بغض النظر عن أحقيتهم في الحصول على الجنسية الكويتية واختلاف ثقافاتهم ...فللأسف فشلت الحكومات التي تعاقبت على الكويت منذ التحرير وحتى يومنا هذا في حل هذه المشكلة جذريا أو حتى إدارتها بشكل أكثر ايجابية وامكانية تحويل هذه المشكلة وجعلها  تصب في صالح البلد واستثمارها بشكل أكثر ايجابية وانسانية...بداية من تسمية هذه الفئة واطلاق كلمة البدون عليها...والتي تعتبر بحد ذاتها بعيدة كل البعد عن الانسانية ...فهل تعني كلمة بدون أنهم بدون انسانية أم بدون كرامة ومشاعر وحقوق أساسية وبشرية؟ ...ففي الوقت الذي فتحت فيه الدولة الباب بمصراعيه للوافدين للعمل لديها سواء كانوا من الجنسيات العربية وغير العربية ...حرمت تلك الفئة من التوظيف في وقت أصبحت فيه غلاء المعيشة سمة سائدة في البلد، وفي الوقت الذي فتحت فيه الجامعات أبوابها للطلبة الوافدين ...حرم المتفوقين من أبناء البدون من الدراسة في الجامعات الكويتية  .. فكأننا في هذا الحرمان نصنع أجيال وأحيال حرمت سبل العيش الكريم  وندفعها للبحث عن وسائل أخرى لايجاد لقمة العيش بطرق مشروعة وغير مشروعة، فهم بالنهاية بشر لهم حاجات أساسية ورغبات انسانية  ...فبدل أن  تحتويهم الدولة وتستثمر طاقاتهم وتستغل امكانياتهم في خدمة الكويت ...جعلت منهم عبئا على الكويت وامكانياتها وصنعت منهم جيلا محروما وأوجدت فجوة اجتماعية  ورسخت نظرة اجتماعية دونية لهذه الفئة ، فللأسف نحن نتقن سياسة صنع الأعداء وكسر القلوب  وتحويل  الانتماء والولاء الى حقد وانتقام للمجتمع ..فالقصد من هذا الكلام  ليس تبرير لسوء التصرفات وارتكاب الجرائم والتخريب ... ولكنه لفت نظر لحسن التدبير واحتواء الأمور وحل المشكلات بشكل ايجابي وتحويل الأعباء الى امكانيات واستثمار جميع الطاقات وكسب القلوب والولاءات .

الآن - رأي / أماني علي العدواني

تعليقات

اكتب تعليقك