من المسؤول عن ضيق أفق المواطن العربي؟!.. دينا الطراح متسائلة
زاوية الكتابكتب مايو 16, 2014, 12:09 ص 461 مشاهدات 0
القبس
كلمة راس / مجتمعاتنا.. والمجتمعات المتقدمة!
دينا الطراح
• مقارنة لا بد منها لمعرفة سبب تقدمهم وسرّ تراجعنا.
«اصنعوا مستقبلكم» لزلي وسوزانا كنتون
- في المجتمعات الغربية المتطورة تجد الناس باستطاعتهم تحقيق أحلامهم وثروات طائلة بطرق عدة ومختلفة وشريفة وواضحة، بحيث لم ولن يكونوا موضعاً للشبهات والاتهامات أو حتى الانتقادات من الغير، لذا تجد في الرياضيين أثرياء، في الرسامين أثرياء، في الموسيقيين أثرياء، في العلماء أثرياء، في الأطباء أثرياء، في التجار أثرياء، في المحامين أثرياء، وفي الإعلاميين أثرياء، في الناس من يصادف أن يكون ثريا بحظه أو موهبته أو بمعلوماته في المسابقات.. الخ، أما في مجتمعاتنا الشرق أوسطية أو العربية.. فلا يوجد!
- في المجتمعات الغربية المتطورة تجد أن النجاح يصنع مستقبلا لصاحبه، والناس بمختلف فئاتهم يحترمون الشخص الناجح ويحرصون عليه ويميزونه عن غيره، لأنهم يدركون جيدا أن الناجح سيعمل على إنجاح غيره، حتى وإن لم يتمتع بالذكاء ذاته، وسيعمل على تطوير منظومة البيئة التي يعيش بها، وسيدرك الخلل أكثر من الأشخاص العاديين وسيصححه. لذا، فالكل سيتعاونون معه، أما في مجتمعاتنا فالناجح يُحارَب محاربة ضارية ويُحبط ليطرد، أو تضيع حياته وتهدر مكانته وحقوقه المعنوية والمادية، وذلك لأجل إبقاء الأمر على ما هو عليه، وليظل أردى الناس هم من يشكلون منظومة مجتمعاتنا للأسف، لتظل مجتمعاتنا قابعة في التخلّف والجهل والرجعية والتطور الشكلي وليس الفعلي!
- في المجتمعات الغربية المتطورة على الرغم من أن دولها علمانية - تفصل الدين عن السياسة، ولم تحظ تلك الدول بمكانة دينية، لأنها لم تكن مهبطاً للأديان السماوية الثلاثة - فإنهم يهتمون بدور عبادتهم وصيانتها وأحدث أجهزة التكييف والتنظيف.. الخ، أما مجتمعاتنا الشرق أوسطية والعربية، التي هبطت على أرضها الأديان السماوية الثلاثة، وكانت أرضها مهداً للرسل والأنبياء، فسنجد بها أقدم وأعرق دور العبادة تاريخيا في العالم، ولكن لا يوجد لدينا ما نفخر بمقارنته مع الغير!
- وأخيراً، في المجتمعات الغربية المتطورة الديموقراطية حقيقة معاشة، لأنهم يهتمون بخلق اهتمامات للأفراد بكل شيء، بالعلم، بالسياسة، بالفلسفة، بالطب والصحة، بالرياضة، بالموسيقى، بالإعلام، بالتربية، بالموضة والازياء.. الخ، ويشجعون الناس على الاعتناء بأنفسهم جيدا والاهتمام بالشأن العام في المجتمع، والتعبير عن توجهاتهم بحرية وبلا خوف أو ذعر من أي شيء، وطالما لم يكن هناك تعدٍّ على الغير أو القانون، فلا يوجد ما يخشاه المرء عندهم، أما في مجتمعاتنا الشرق أوسطية والعربية فنسمع انتقادات لاذعة وتسخيفا لمن يتكلمون بالسياسة أو يهتمون بالشأن العام، وكأن الدولة ليست دولتهم أو المجتمع ليس مجتمعهم، لذا فسنجد الفرد في دولنا اهتماماته هامشية ومحدودة جدا، ومعلوماته ضيقة على الرغم من وسائل الإعلام المتعددة، وكثرة المتعلمين عن ذي قبل.. فمن المسؤول يا ترى؟!
تعليقات