عن مزارع البقر الكويتي الضاحك!.. يكتب علي البغلي
زاوية الكتابكتب مايو 24, 2014, 12:47 ص 732 مشاهدات 0
القبس
جرة قلم / البقرة الكويتية الضاحكة!
علي أحمد البغلي
عندما ذهبنا إلى فرنسا في الستينات من القرن الماضي، رأينا لأول مرة جبنة كريمية ملفوفة بمثلثات ورقية، وقد كان اسمها سبباً لضحكنا وتندرنا.. كان اسم الجبنة «البقرة الضاحكة أو الضحوك» La Vache Qui rit.. وفعلاً كان على الجبنة رسمة لبقرة وهي تضحك بسعادة وحبور.. وكيف لا تضحك تلك البقرة الفرنسية وهي تعيش في تلك المروج الشديدة الخضرة، العذبة المياه، الرقيقة الأنسام.. وتحسرنا وقتها على بقرنا الذي يعيش في جواخير شبيهة بسجون القرون الوسطى،، ملحقة بالمنازل أو بالمزارع الخاصة، التي كان يقصدها الأهالي للتغيير في العُطَل والإجازات، خصوصاً أوقات الربيع.. لم تستن دولة الرفاه وقتها نظام منح المزارع الشاسعة أو الجواخير الفارهة لمواطنيها الأعزاء.
تمر علينا السنين كالبرق، فنرى المزارع الخاصة على مد البصر، تحوي الفلل والحدائق الغنّاء والطيور والحيوانات الأليفة والداجنة.. كما تحوي حظائر للماشية من بقر وخراف وغيره.
وتطورت الأمور لتخصص الدولة حيازات صغيرة (نسبياً) اسمها «جواخير» لتربية الثروة الحيوانية، وكما حاد نظام المزارع من الزراعة البحتة لمد السوق المحلي بما يحتاجه من خضار وفواكه للاستغناء عن الاستيراد، بسبب تحول البعض أو الكثير من الحيازات الزراعية إلى متنزهات عائلية.. كذلك كان الأمر مع مربي الثروة الحيوانية، الذي حول كثير منهم «جاخوره» إلى مرتع للاجتماعات البريئة وغير البريئة! كما نرى في صحف الحوادث اليومية، حيث تقع وتمارس كثير من المنكرات في تلك الحيازات بدل تربية الحيوانات، ويستحصل على التراخيص فيها من خلال تأجير عدد من رؤوس الماشية من تجار إيجار حيوانات محترفين، لكي يأتي المفتش ويقرر أن الحيازة تستخدم في الغرض المخصصة له! وأشهر الحوادث التي وقعت مقتل المرحوم «الميموني» على يد ضباط وشرطة المباحث في أحد الجواخير التي مات فيها بسبب التعذيب المفرط كما تردد!
وقد نادى الكثيرون الحكومة بسحب الحيازات التي تستخدم في غير الغرض المخصص لها، وتحويل بعض مناطقها إلى مناطق سكن خاص، لحل أزمة الإسكان المتفاقمة لندرة الأراضي، كما تدعي حكومتنا الرشيدة! حتى فاجأتنا حكومتنا الرشيدة، ممثلة بجهاز البلدية التي لا تستطيع البعارين حمل فسادها، يعلن أنه خصص للهيئة العامة للزراعة والثروة الحيوانية، أرضا مساحتها 14 مليون متر مربع مخصصة لمزارع البقر الكويتي.. وهي مساحة تكفي لإنشاء 4 مناطق سكنية دفعة واحدة!
فأبشروا يا أهل الكويت، فنحن سننافس بهذه المنحة السخية هولندا وأميركا ونيوزلندا في ثروتنا البقرية.. كما أن البقرة الفرنسية الضاحكة سيتجهِّم وجهها.. لأن الابتسامة -البقرية- ستنتقل للأبد لمحيا البقرة الكويتية.. ليصبح لدينا البقر الكويتي الضاحك أو الضحوك ـ لا فرق ـ!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات