أماني العدواني تكتب - 'ويا ليت قومي يعلمون'

قدم حاكم الأورغواي خوزيه موخيكا للعالم بأسره أروع الدروس في التواضع والرحمة والانسانية عندما طلب  أفقر رئيس في العالم أن يستضيف ويتكفل بمئة طفل سوري في بيته الريفي المتواضع ...فأين العرب والمسلمين منه وأين هم من دين يأمرهم بالرحمة والانسانية في جميع العلاقات والتعاملات وجميع نواحي الحياة...فعجبا من زمن أصبح فيه القريب ومن يدعي الاسلام والعروبة هو من يقتل ويشرد ويعذب، و أضحى فيه الأجنبي الغريب هو من يرحم ويحتضن ويطبطب... وأخذت أفكر في جملة قالها هذا الانسان المتواضع' إن من يعشق المال لا مكان له في السياسة'...وفي بداية الأمر كان تفسيرها صعب جدا لأنه يناقض واقع نعيشه ويغالط حقائق رأيناها بأم أعيننا...فليته يأتي ويتعرف على أهم أسباب الاستذباح على المنصب والتشبث بالكرسي والسعي وراء السلطة، ويطرب آذانه بالتسميات المنمقه والمصطلحات المغلفه والألقاب المزيفه لجميع أنواع المال السياسي...فتارة يطلق عليه تعديل وضع وتارة  يرونه وجاهة اجتماعية وتارة أخرى يصبح استثاءات للمناصب القيادية وغيرها من المسميات الكثيرة والمزيفة ...فتذكرت كلمة الامام محمد عبده المشهورة عندما عاد من الغرب ' في الغرب وجدت الاسلام ولم أجد المسلمين، وفي بلادالمسلمين وجدت المسلمين ولم أجد الإسلام '...هم تواضعوا وتساموا بقيمهم وانسانيتهم فارتفعوا...و تجرد المسلمين من قيمهم الاسلامية وانسانيتهم فذلوا في الأرض واستضعفوا.... ويا ليت قومي يعلمون

أماني علي العدواني