علي الذايدي يرى أن زمن النوم ومناصب التشريف ولى

زاوية الكتاب

كتب 994 مشاهدات 0


عالم اليوم

بلا عنوان  /  القياديون ورياح التغيير

علي الذايدي

 

في الأيام الغابرة في الماضي السحيق كان المسؤول المهم الذي يتولى منصبا مهما في الدولة يبدأ مهام منصبه بأن يخطب فينا خطبة عصماء مكتوبة على ورقة طبعا يبين فيها أن هذا المنصب هو منصب تكليف لا تشريف وأنه لن يستفيد من منصبه للتنفيع الشخصي ولكن لخدمة الناس.
هذا النوع من «الهياط» السياسي - الاجتماعي لم يعد له مكان في عالم اليوم,ففي ظل وجود هذه الثورة في وسائل الاتصالات ونقل الأخبار وسرعة تواصل الناس فيما بينهم جعل الأمور واضحة وكيفية سير العمل في كل الإدارات الحكومية مكشوفا للجميع,وأي زلة أو غلطة يرتكبها المسؤول تنتشر كالنار في الهشيم قبل أن يحاول المسؤول ومن يقف خلفه تغطيتها.
وفي ظل وجود أعضاء شرفاء في المجلس- وإن قل عددهم – وإثارتهم لأي قضية تحت قبة البرلمان ووجود نشطاء سياسيين يتحدثون في الندوات العامة والخاصة ,وفي ظل وجود صحافة –وإن كانت منحازة أحيانا- ولكنها تبقى هاجسا لكل مسؤول وبعبعا يخاف منه الكبار,فمن يريد أن تتصدر فضائح إدارته –أو فضائحه الشخصية- صفحات الجرائد؟
ولا ننسى تأثير  رياح التغيير التي تهب على عالمنا العربي هذه الأيام والتغيير الكبير الحاصل على مستوى تفكير وعقلية المواطن العربي,وانهيار جدار الصمت في المجتمعات العربية جعل الفجوة بين المواطن والسلطة هشة جدا,فقد اكتشف المواطن العربي أن من كان يخشاهم طيلة عقود طويلة لم يكونوا أكثر من تماثيل ورقية طارت مع أول نسمة هواء.
ومن هنا فإن على جميع المسؤولين أن يستيقظوا من سباتهم العميق وأن يقوموا فعلا بواجبات مناصبهم التي احتكروها للتنفيع الشخصي والتكسب السياسي، وأن يلتفتوا لواجباتهم ومستحقات مناصبهم ,فقد ولى زمن النوم ومناصب التشريف.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك