'كيكة الكويت' لم يتبق منها الكثير!.. الدعيج محذراً

زاوية الكتاب

كتب 853 مشاهدات 0


القبس

المصالحة

عبد اللطيف الدعيج

 

الآن وسط هذا الركود أو الفراغ الذي يلف البلد، وفي ظل غياب التحديات الحقيقية التي كانت تفرض نفسها على كل النشاط والتوجه السياسي والاجتماعي فيه. فان الفرصة تبدو اكثر من مواتية لجميع الاطراف لان تتوقف، تلتقط انفاسها او ما تبقى منها عند البعض، وتحاول تصحيح المسار القديم او البحث بجدية عن افق وطرق جديدة للتواجد والعمل السياسي.

كل من تصدى للعمل السياسي في السنوات او المرحلة الاخيرة، لم يحسن الاختيار ولم يوفق في المواجهة. مواجهة وسبر غور الذات قبل الاخرين. الان لدى الجموع فرصة لاعادة النظر وفرص لتقليب الامور واختيار الحلول الاكثر تواؤما مع الاطراف السياسية الاخرى ومع ما يحيط بهذه الجموع من ظروف.

في رأيي تجاوز الجميع قدراته، خصوصا جماعة الموالاة السابقين. انصار السلطة والذين ترعرعوا تحت جناحها ونموا بفضل حمايتها ورعايتها. من تزوير الانتخابات والتجنيس السياسي وابتزاز الخدمات والانتخابات الفرعية وحتى المجلس الوطني. هؤلاء الذين «افتروا» فجأة، مئة وثمانين درجة، ليتحولوا من اداة بيد السلطة للتحكم بالنظام الديموقراطي وتحييد مؤسساته وتعطيل مبادئه الى قوى ديموقراطية تزايد بشعاراتها الديموقراطية على كل الموجود.

فرصة لان يلتقط الكثيرون انفاسهم ويعيدوا بعدها حساباتهم وينسقوا تبعا لكل هذا تحالفاتهم ومواقفهم الجديدة. فمما لا شك فيه ان الكثيرين بالغوا في مقياس سطوتهم او حجم اوزانهم. وادخلوا كل من له «ثار» سياسي او اجتماعي او حتى نفعوي مع النظام في وحدة متجانسة ومنسجمة ضده. ربما تغلب الكثرة الشجاعة، هذه ربما، وربما تنجح ان كان الهدف فقط الانتقام من الخصم او الهدم فقط، لكن المؤكد ان هذه الكثرة لن تبني شيئا، وانها ستتفكك في النهاية وسيأكل بعضها بعضا كالعادة.

مطلوب اعادة نظر في المواقف والتحالفات السياسية. ومطلوب وقفة لاعادة ترتيب البيت الوطني بشكل عام. وقفة من الجميع، سلطة ومن يتحلق حولها، ومعارضة ومن يلتقي معها من مؤيدين.. فمن الواضح ان عمر البلد او «صلاحية الكيكة» التي يتقاتل من اجلها الجميع لم يتبق منها الكثير. يعني2017 او 2020 او 2030.. كلها كم سنة ويصبح البلد على الحديدة.. فاغتنموا الفرصة.. فلا خيار في الافق غير المصالحة.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك