انتفاضة المسكين العربي!.. بقلم وليد الرجيب
زاوية الكتابكتب يونيو 4, 2014, 1:05 ص 617 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة / انتفاضة المسكين
وليد الرجيب
مسكين هذا الإنسان العربي الذي لا يعرف الهناء والأمان والاستقرار والكرامة في البلدان العربية، لدرجة أنه أصبح بينه وبين الإنسان في الدول المتقدمة هوة شاسعة، فالآخر يعيش في ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية أفضل نسبياً من تلك التي يعيشها الإنسان العربي، مع كل انتقاداتنا للدول المتقدمة عنا.
هذا الإنسان العربي يعيش في دول تنتشر فيها مظاهر العنف والقتل والإرهاب وعدم الاستقرار السياسي، الذي يمارس من قبل الجماعات الإسلامية التكفيرية أو من قبل الأنظمة نفسها، وهذا يحدث في العراق وسورية ومصر وليبيا واليمن والسودان وغيرها، حتى نكاد لا نستثني دولة عربية واحدة، بل هناك دولة ليس فيها رئيس بسبب الاستقطابات الطائفية، وهناك ملايين المشردين والجوعى من الأسر العربية.
لم يعد الإنسان العربي يثق بأنظمته، ولا يعرف ما يخبئه غده، فأصبح عيشه عبثاً سريالياً، وكفر الكثير بالسياسة والديموقراطية الشكلية، وملوا من الوعود والخطب الرنانة والانتخابات الممسرحة وحالة التخلف والفقر والبطالة وتفشي الفساد.
فيعقد التنظيم الدولي للإخوان في تركيا اجتماعاً من أجل التخطيط للقتل والتخريب في حال فوز السيسي، وتموّل باسم نصرة الدين الإسلامي الجماعات الجهادية في كل مكان، وينضم إليها شباب مغرر بهم لا يحفظون سورة الفاتحة كما أشارت إحدى الصحف، وتلجم أي محاولة لبناء دولة حديثة يسود فيها القانون والعدالة الاجتماعية، وتلجم حرية التعبير والانتقاد وحرية الاطلاع على المعلومة.
«بوكو حرام» تعني التعليم الحديث حرام، وباسم هذا المبدأ تختطف مئتي فتاة صغيرة في سن الطفولة، ويتعرضن لاغتصاب وحشي من مدعي الدفاع عن الإسلام، ويُجلد الإنسان ويُنحر ويُقطع رأسه أيضاً باسم الإسلام، بل يلحق هذه الجرائم الوحشية تكبير وتهليل.
عشرات ومئات من البشر يموتون كل يوم جراء عمليات تفجيرية وانتحارية، ويفوز رؤساء دول ونواب برلمان يعيدون إنتاج الأزمات، ويزيدون الإنسان العربي مآسي وآلاما وبؤسا وحزنا وفقرا وجوعا.
الإنسان العربي حبيس الواقع المأزوم في هذا العالم العربي، الذي يتم فيه انتهاك حقوقه الإنسانية وتنهب أمواله ومقدراته على يد أقلية، تجير لها الأنظمة والسلطات القوانين التي تكفل لها مزيداً من الإثراء غير المشروع على حساب معيشة الشعوب.
لست متشائماً، بل أثق في قدرة الشعوب وقدرة الإنسان العربي على تغيير واقعه، وهذا ما يشي به المستقبل والحتمية التاريخية، وسيصل الإنسان العربي إلى نقطة الغليان التي سينتج عنها إعادة الأمل والبسمة على وجوه الأطفال في البلدان العربية.
هذا المشهد المأساوي العربي هو مرحلة تاريخية وليس قدراً مكتوباً إلى أبد الآبدين، وسيأخذ الإنسان العربي حقه بيده، وسيكتشف الطغاة مدى ضعفهم أمام قوة وإرادة الشعوب، وسيبدأ فجر الشعوب الجديد الذي يبشر بزوال كل ظلم أياً كان مصدره.
تعليقات