القمة 'الكويتية – الإيرانية' نجحت سياسياً بامتياز.. هكذا يعتقد ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 710 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  قراءة في نتائج القمة الكويتية – الإيرانية

ناصر المطيري

 

الواقع الراهن يشير الى اتجاه خليجي استراتيجي مدعوم من الولايات المتحدة وبتأييد روسي نحو التقارب وتحسين العلاقات مع ايران، وما كانت زيارة صاحب السمو الأمير -حفظه الله- الا عنواناً بارزاً لهذه المرحلة التي سنشهد تفاعلاتها في القادم من الأيام.

وفي لغة السياسة تتقدم المصالح وتتبادل الدول الأدوار وفقاً لموازين القوى الاقليمية وحسب ماتقتضيه استراتيجيات الدول الكبرى المؤثرة في المنطقة، كل ذلك يجري بعيداً عن لغة العواطف الجماهيرية وماترغب فيه الشعوب وماتحمله من تراكمات طائفية مذهبية تجعلها تكره التقارب مع ايران مثلاً.

حسابات السياسيين الكبار تختلف عن حسابات عامة الناس لأن حسابات الكبار تقيس الأمور بمقاييس مجردة من العاطفة الشعبية ولا تحكمها سوى اتجاهات «الرياح السياسية» عندما تتلبد سماء المنطقة بغيوم الأزمات التي تهدد استقرار الدول وأنظمتها بالخطر، لذلك نجد ان العلاقات السياسية الخليجية تقفز على المشاعر المذهبية الشعبية لتحقق أهدافا أبعد قد لايدركها العامة ولايقدرون أهميتها.

وعندما نقيّم نتائج القمة الكويتية - الايرانية نجدها نجحت بامتياز في بعدها السياسي المحض من عدة جهات، أولها ترسيخ الدور المحوري لدولة الكويت في قيادة التوجهات السياسية لدول مجلس التعاون ورسم دبلوماسية العلاقات الاقليمية بفضل ماتتمتع به الكويت من مرونة وانفتاح وخصوصية في علاقاتها مع ايران وما يحظى به صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد من رمزية دبلوماسية دولية لها تاريخها وثقلها المؤثر.

النتيجة الايجابية الثانية تتضح من خلال ما أبرمه الوفد الكويتي من اتفاقات نفطية واقتصادية وبيئية وغيرها مع الجانب الايراني وهي مؤشر على ربط السياسة بالعلاقات الاقتصادية لضمان تحقيق الاستقرار والأمن.

النتيجة الثالثة المتوقع تحقيقها لصالح الكويت هي القضايا العالقة مع ايران والمتعلقة بمسائل الحدود البحرية والجرف القاري ومكامن النفط في الخليج، وهذه القضية الحساسة وان كان التطرق لها بعيداً عن التصريح الاعلامي الا اننا نعتقد انها كانت محورا رئيسا في القمة الكويتية - الايرانية وستثمر العلاقات المتطورة الكويتية والخليجية مع ايران في حسمها قريباً.

الملاحظة الجديرة بالنظر هي انه في الوقت الذي تتجه فيه المنظومة الخليجية لتحقيق تقارب وعلاقات أفضل مع ايران الا ان العلاقات «الخليجية - الخليجية» ذاتها لاتزال غير صحية، لاسيما تداعيات أزمة سحب السفراء التي أُعلن عن تسويتها اعلاميا ولاأثر واقعا لها، فالسفراء لم يعودوا والتراشق الاعلامي بين دول مجلس التعاون خفَّ لكنه لم يتوقف.فهل يسهم التقارب الخليجي الايراني ايجابا في ترتيب الأوراق الخليجية وازالة آثار الخلافات بين الأشقاء؟! هذا هو المأمول.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك