هل ستستفيد إيران من زيارة الأمير التاريخية؟!.. المقاطع متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 612 مشاهدات 0


القبس

الديوانية  /  زيارة الأمير التاريخية لإيران

أ.د محمد عبد المحسن المقاطع

 

لا شك في أن زيارة سمو الأمير لإيران، يومي الأحد والإثنين الماضيين، تعتبر تاريخية في كل المقاييس، وهي ضرورية في ظل التطورات الاقليمية الأخيرة التي تشهدها المنطقة منذ ثلاث سنوات ماضية، مما يعني أنه لا خيار عن المصارحة والوضوح وتبديد القلق بإثارة الملفات الملحة ذات الطبيعة المؤلمة والحرجة.

فسمو الأمير هو أول رئيس لدولة خليجية يزور إيران منذ أكثر من عشرين عاما، ما يتطلب أن تدرك إيران أن عليها أن تستمع وتتفهم وتتجاوب مع التوجس منها ومن سياساتها الخارجية، وخصوصا تجاه دول الخليج، فمنذ قيام الثورة في عام 1978 وإيران ترفع شعار تصدير الثورة، وتمارسه في الواقع من خلال أدوارها المتشعبة في العديد من الدول العربية والإسلامية، وفي بعض الدول الخليجية تحديدا، بل إن إيران، وخصوصا في العقدين الماضيين، بدأت تحرض بعض المجاميع في دول الخليج، بل وتدعمها في إثارة القلاقل والتصعيد الملحوظ، وهذا واضح في أمثلة مثل البحرين والسعودية، ومؤخراً في اليمن، وقد اختارت إيران أن تكون معظم مواقفها من دول الخليج عدائية، في ما سبق ذكره من أمور، وفي الإصرار على استمرارها باحتلال الجزر الإماراتية، والإصرار على وصف الخليج بالفارسي بإجراءات ملموسة، إلى جوار تهديدها المتكرر باحتمال غلق مضيق هرمز، ومخاطر المفاعل النووي في بوشهر.

ان زيارة سمو الأمير قد تكون الفرصة التاريخية السانحة لتعيد إيران النظر في كل توجهاتها، بدءاً من الكف عن التدخل بالشؤون الداخلية لدول الخليج، مرورا بسحب نفسها من حالة التمدد الاقليمي العلني أو الخفي، وتعريجا على التخلي عن الخطاب التحريضي، وانتهاء باتخاذ إجراءات عملية ومباشرة لنزع فتيل الملفات المزعجة الأخرى مثل صنع قنبلة نووية أو تهديد دول الخليج بأن رد فعل ضرب الغرب لها سيكون الإضرار بدول الخليج أو إغلاق مضيق هرمز.

هذه الموضوعات بإلحاحها وتكاملها أمام نظر إيران، بالتزامن مع الزيارة التي قام بها سمو الأمير، فإما أن تتعامل معها إيران بحصافة لتكون زيارة الأمير بداية لعلاقات أوسع مع دول الخليج، واما تتعامل معها بعكس ذلك، مما يفقدها فرصة سانحة لتتطور اقتصاديا، إذ عليها أن تدرك أن دول الخليج وبقية الدول العربية لديها قدرات هائلة لإعادة إيران الى وعيها، خصوصا أن مصالح الغرب متقلبة، فهي الآن ربما تميل الى كفة إيران، لكنها لن تستمر. فإذا تبدلت فإن على إيران أن تدرك أنها أضاعت الفرصة بعنادها وما أسوأ هذا الخيار.

فهل ستستفيد إيران من زيارة الأمير التاريخية؟!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك