تنامي الدّور السلفي في المشهد الداخلي المصري!.. بقلم فوزية أبل

زاوية الكتاب

كتب 664 مشاهدات 0


القبس

السلفية.. 'سيدة الزمن المقبل'

فوزية أبل

 

• الاهتمام تحوّل لينصب على الجماعات السلفية التي قفزت إلى الواجهة بعد انحسار دور «الإخوان».

إذا كان العالم كله قد تابع طروحات «الإخوان المسلمين» ونهج الجماعة على جميع الصّعد (وبخاصة بعد أحداث مصر وتداعياتها الإقليمية والدولية)، فإن الاهتمام تحوّل في المدة الأخيرة لينصب على الجماعات السلفية، التي قفزت إلى الواجهة بعد انحسار دور «الإخوان»، أو على الأقل، بعد سقوط حكم محمد مرسي في مصر، وأفول نجم هذه الجماعة في بلدان أخرى.. مع أن مفاجآت قد تحصل وتزيد في الحضور السياسي لــ «الإخوان» مستغلين فشل الآخرين.

قبل ثورة يناير 2011، كانت هناك قطيعة بين السلفيين والعمل السياسي، لكن الوضع تبدّل في فترة ما بعد الثورة، لا سيما بعد انهيار نظام مبارك وجهاز أمن الدولة. وانتقل السلفيون من القطيعة، ومن العمل الدعوي إلى المشاركة السياسية، وإعادة النظر في العقلية الأصولية.

وهكذا، فقد بادرت القوى السلفية إلى تأسيس التنظيمات والأحزاب، من بينها حزب النور الذي شارك في التصويت بــ «نعم» في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مارس 2011، بل كان من الداعين إلى إجراء مثل هذا التعديل. لكن بعدما برز نجم «الإخوان المسلمين» الذين عرفوا كيف يوظفون تضحيات شباب الثورة لمصلحتهم وصولا إلى انتخاب مرسي لرئاسة الجمهورية، وبدء تحكم مرشد الإخوان بالقرار، واحتكار السلطة وتهميش الآخرين، بمن فيهم معظم التيارات السلفية. في ظروف كهذه، برزت طروحات مستقلة لقادة هذه التيارات، خاصة حزب النور، ومشاركة واسعة في مؤتمرات وتجمعات معادية لحكم «الإخوان». وبعد سقوط نظام مرسي حاول حزب النور أن يكون حاضراً في قلب المشهد السياسي، في ما اعتبره المراقبون انقلاباً على حليفهم السابق (الإخوان)، الذين تعهّد الرئيس الجديد المشير عبدالفتاح السيسي بإقصائهم كلياً عن المشهد السياسي في حال وصوله إلى الرئاسة. هذا في حين ان أحزاباً سلفية أخرى تتردد في دعم ما يسميه البعض الانقلاب على الشرعية، فبعض القيادات السلفية ترى أن حزب النور لا يمثل التيار السلفي بشكله العام، وأن هناك قوى وكيانات أساسية سلفية اتخذت قرار مقاطعة الانتخابات الرئاسية. فهي ترى أنها تمثل القاعدة الكبرى من السلفيين في الشارع المصري، وأن حزب النور لا يتمتع بتمثيل كبير بين السلفيين.

واليوم، يسود التخوّف في الشارع المصري، والترقّب الخارجي، من تنامي الدّور السلفي في المشهد الداخلي المصري.

ولوحظ بروز بعض المؤلّفات تتكلّم عن الجماعات السلفية وتاريخها وايديولوجيتها، ودخولها العمل السياسي.

ولا بد من الإشارة الى أن هناك الكثير من الكتابات تنبّأت منذ سنوات بصعود التيارات السلفية في مصر، ومن أبرزها، دراسة تحت عنوان «أسئلة الزمن السلفي» للباحث المصري المعروف (المرحوم) حسام تمام. الذي أشار إلى «أن السلفية ستكون - إن لم تعد بالفعل - سيدة الزمن المقبل».

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك