'هزل في هزل'.. وائل الحساوي معلقاً على الانتخابات الرئاسية السورية
زاوية الكتابكتب يونيو 5, 2014, 1:05 ص 642 مشاهدات 0
الراي
بشار.. ينافس بشار!
د. وائل الحساوي
كنا نعتقد ان نسبة 99.99 في المئة التي يفوز بها القادة العرب في انتخاباتهم سابقا قد ولّت الى الابد، وان الشعوب العربية التي نضجت وبلغت مبلغا من الوعي والادراك لن تسمح باستمرار تلك المهازل من جديد، وفي الواقع فإن ذلك هو ما حصل، لكننا لم نتصور بأن الانظمة القمعية لم تدرك ذلك، او انها لا يهمها رأي الشعوب الى درجة التفنن في التمثيل والكذب الى ما لا نهاية! الانتخابات الرئاسية السورية التي ضحك عليها حتى القرود، والتي وصفها وزير الخارجية الفرنسي فابيوس بأنها (الاختيار ما بين بشار وبشار)!! كانت مثالا صارخا للنوع الجديد من الانتخابات العربية!
تابعت الفضائية السورية وهي تنقل مراسم الاقتراع وتجري المقابلات مع الناس فشعرت بأن غالبية من تمت مقابلتهم وكأنهم قد جاءوا الى تلك اللقاءات تحت تهديد السلاح، وكانوا يتمتمون بعبارات كبيرة يبدو بأنهم قد ارغموا على تريدها من دون وعي!! لكن يبدو بأن تلك الفضائية قد تناست بأن هنالك مرشحين آخرين ينافسان بشار، فركزت على بشار فقط ومجدته واهملت ما سواه، فهل تتوقعون ان يخسر بشار على ايدي الناخبين السوريين في الاردن، فقد فوجئت الحكومة بحجم التغلغل السوري في شؤونها الداخلية وبتجييش آلاف السوريين للاصطفاف في طوابير على صناديق الاقتراع ما حدا بالحكومة الاردنية الى طرد السفير السوري الذي كان يمثل وكرا مخابراتيا يهدد أمن البلد.
اما لبنان فقد كانت الانتخابات السورية فيه مهزلة بمعنى الكلمة، وتساءل الناس: اذا كان في لبنان مليون لاجئ فروا من جحيم الظلم فكيف يتسابقون على انتخاب بشار الاسد الذي تسبب في كارثتهم؟ لكن الكاميرات الخفية كشفت بأن الالاف من عناصر حزب الله قد صوتت لبشار وان المخابرات السورية قد حشدت ارقاما مهولة، بل وقد صورت كاميرات الفضائيات صورا لناخبة جاءت بأربع اوراق انتخاب ووضعتها دفعة واحدة في الصندوق امام انظار المراقبين، ويتساءل الانسان: مادام الموضوع هزلا في هزل، ولا يصدق احد تلك المسرحيات حتى المرشح الفائز، فلماذا يتم انفاق تلك الملايين على «حفلة الزور» هذه؟!
اما المراقبون الخارجيون الذين دعاهم النظام لمراقبة الانتخابات فهم اكبر شهداء الزور، ويكفيهم كذبا ان يؤتى بهم من زيمبابوي وكازاختسان وروسيا ودول ليس فيها برلمانات ولا انتخابات نزيهة.
وهكذا تتوالى المشاهد الهزلية في الانتخابات العراقية والمصرية والسورية، ومن يدري فقد يبتكر احد الأنظمة طريقة جديدة في الانتخابات تمنع الناخبين من الذهاب الى صناديق الاقتراع وتخول الحكومة للتصويت مكانهم، او تشترط ان يكون المرشح الآخر ميتا لكي ينافس على الانتخابات!!
تعليقات