إبعاد خطيب مسجد 'الخرينج' قرار بوليسي يخلو من الإنسانية.. برأي سالم الشطي
زاوية الكتابكتب يونيو 5, 2014, 1:17 ص 1002 مشاهدات 0
الراي
فيض الخاطر / خطيب 'الأوقاف'.. ولحية 'الداخلية'!
سالم الشطي
«من يعرف إيهام الجماهير يصبح سيداً لهم، ومن يحاول قشع الأوهام عن أعينهم يصبح ضحية لهم» –غوستان لوبون.
***
إبعاد خطيب مسجد الخرينج بعد يوم من خطبة الجمعة التي حاكموها عليها وأصدروا الحكم ونفذوه قبل الاستماع لأقواله ودفاعه!! يجب ألا تمر مرور الكرام، بل يجب التوقف معها كثيرا، والمساءلة السياسية - لوكان المجلس يقوم بدوره الرقابي جيدا ً- لأنها تشكل سابقة خطيرة في حق أناس يمتهنون أشرف مهنة وهي تعليم الناس وتوجيههم للخير، فلا يصح أبداً التعامل معهم بهذه الطريقة البوليسية وكأنه «قتال قتله» أو مروّج مخدرات والعياذ بالله وحاشاه ذلك!
فهل لكون وزير الداخلية يتولى وزارة الأوقاف بالتكليف دخل في مثل هذا التعامل البوليسي الخالي من أبسط الحقوق الإنسانية في دولة من المفترض أن تكون دولة مؤسسات؟!
ان التصرف الإداري السليم في مثل هذا الوضع هو التثبت، وتشكيل لجنة تحقيق من الوزارة التي يتبعها الخطيب، وهي تحدد وقوع الخطأ من عدمه في الخطبة، وتقرر العقوبة التي تناسب حجم الخطأ –إن ثبت -، ولو كنا في دولة مؤسسات حقيقية وتخضع لرقابة شعبية حقيقية وحصل ما حصل مع الخطيب فإن أقل ما يترتب على ذلك هو تقديم وزير الداخلية وزير الأوقاف بالتكليف لاستقالته!
أما ما جرى فهو تعدٍ ليس بحق الخطيب المجني عليه فقط وإنما على كل الخطباء وعلى أسرته الصغيرة التي يستعد بعض أفرادها لأداء اختبارات الثانوية العامة، وهو تجاوز للقانون بعدم تطبيقه، فإن تم السكوت عما جرى، فإن سلسلة إجراءات مماثلة ستتخذ في حق الخطباء مستقبلا، وسيتم التعامل مع الخطباء كعسكر تحت إمرة ضابط! وعليهم أن يكتفوا بخطبهم عن أحكام الحيض والنفاس.. والطاعة فقط!
***
دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مجوسي قد حلق لحيته وأعفى شاربه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويحك، من أمرك بهذا؟» قال: أمرني به كسرى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكني أمرني ربي عز وجل أن أعفي لحيتي، وأن أحفي شاربي».
أمر النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق بإعفاء اللحية جاء بروايات متعددة ومختلفة تدل جميعها على الأمر بإعفاء اللحية، في حين يأمر وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد بسجن ضباط وأفراد وإنذار آخرين بسبب تنفيذهم لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفاء لحاهم!!
تفاءل كثر عندما تبوأ الفريق الفهد وكالة وزارة الداخلية، ولكن تشديده هذا على من يطبق أمر النبي لا وجه له من صواب ولا حق، فأمر الله ورسوله أوجب بالنفاذ، قال تعالى: «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم».
وسؤالي للفريق: لو صدر أمر من وزير الداخلية بالسماح لمن أراد أن يعفي لحيته، فهل سيجرؤ ويمنع أو يخالف قرار الوزير؟ بالطبع لا، فكيف والأمر جاء من رب العالمين ومن رسول الله القائد الأعلى للمسلمين عليه الصلاة والسلام؟! صدقني لن تقوى على ذلك، فأتمنى عليك ألا تسن سنة سيئة فيكون عليك وزرها، وما ضرك باللحية يا فريق؟!
وأعود لأقول: لو كان لدينا مجلس قوي قائم بواجبه الرقابي والتشريعي لما حصل ما يحصل هذه الأيام، كمعاقبة من يمثل لأمر الله ورسوله، فالله المستعان.
***
برودكاست:
رئاسة روسيا لمجلس الأمن الدولي وإن كانت لمدة شهر إلا أنها دلالة على ديكتاتورية الدول الكبرى التي تزعم حرصها على استقرار الأمن في العالم وترسيخ الديمقراطية قولاً، وتخالف زعمها فعلاً.
فروسيا اليوم يمكن أن نطلق عليها بكل واقعية أنها راعية الإرهاب في العالم، وأوضح مثالين موقفها من حمام الدم السوري، وموقفها من أوكرانيا، فكيف ترأس مجلس الأمن دولة متهمة أصلا بإخلال الأمن؟!
إننا نعيش في دنيا العجائب يا سادة!
تعليقات