خالد الجنفاوي يكتب عن وزارة التربية وتطوير مهارات التدريس!
زاوية الكتابكتب يونيو 5, 2014, 1:14 ص 727 مشاهدات 0
السياسة
حوارات / رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية مفصلية
د. خالد عايد الجنفاوي
اثبت علماء عبر دراسة أميركية جديدة حول طرق تواصل المدرسين مع تلاميذ المرحلة الابتدائية أن طريقة تعامل المدرس مع التلميذ تؤثر في تعلمه لاحقاً, ويقترح الباحثون من جامعات “فرجينيا” و”أوريغون” و”كليمسون” الاميركية ان ما أطلقوا عليه “التدريس الاستجابي” أو “المتجاوب” ويتمثل في إظهار المدرس تفهماً إيجابياً مع التلاميذ وحفاظه على علاقة بناءة معهم ما سيؤثر لاحقاً بشكل إيجابي في تعلمهم. تلميذ المرحلة الابتدائية يتطلب معاملة راقية وحساسة للغاية, تكرس لديه احترام الذات والاستقلالية الايجابية, ما سيؤدي لاحقاً إلى تطوير قدراته اللغوية وذاكرته, بل وتؤثر طريقة تعامل مدرس مرحلة رياض الاطفال والابتدائية في كيفية تكوين الطفل للعلاقات الاجتماعية, داخل وخارج أسوار المدرسة. إضافة إلى ذلك, كشف الباحثون عن أن طريقة تدريس المنهج تؤثر بشكل مباشر في التعلم المستقبلي للطلاب. على سبيل المثال, إذا تواصل المدرس مع تلاميذه بشكل إيجابي, وبخاصة في طريقة شرح المعلومات, والواجبات, والارشادات الرئيسية التي تشكل العملية التعليمية داخل الفصل الدراسي فسوف يستفيد الطلبة في تنظيم علاقاتهم الاجتماعية وسلوكياتهم الايجابية مع الآخرين (“يوريكا”- 21-11-2013). أعتقد أن مرحلتي رياض الاطفال والابتدائية مفصلية ومهمة للغاية في تشكيل نوع التعلم الذي سيكتسبه الطلبة لاحقاً. فإذا بدأ الطفل مراحله التعليمية الاولية في بيئة تعليمية ومدرسية إيجابية وإبداعية فسوف يصبح لاحقاً طالباً متميزاً, والعكس صحيح كذلك, فإذا لم يتلق طفل الروضة, وتلميذ المرحلة الابتدائية, تعليماً إبداعياً يكسبه القدرة على تطوير واستثمار طاقاته وإمكاناته الشخصية, فسوف يعاني كثيراً في المراحل الدراسية الأخرى, وربما يتسرب كلياً من نظام التعليم العام. كل شيء يبدأ في مراحل ما قبل المدرسة ومرحلة الابتدائية, ولهذا فمن المفترض أن تستمر وزارة التربية في الحرص على تطوير مهارات التدريس للمراحل الابتدائية بخاصة. يشير التدريس الاستجابي أو المتجاوب والذي ذكرته في بداية المقالة إلى طرق تدريس نوعية, وإبداعية تتطلب من المدرس إظهار قدرته ومهارته الفائقة في التعامل الايجابي والحساس مع تلاميذ المرحلة الابتدائية, ويرتكز هذا النوع من التدريس الاولي على تمكن المدرس من خلق بيئة تعليمية مناسبة وتحفيزية داخل الفصل الدراسي. فعندما يتلقى التلميذ تعليمات حول المنهج تتسم بالتدرج الابداعي والتفهم التحفيزي لما يحتاجه الطالب, بينما يواصل المدرس إظهار تجاوب إيجابي مع هذه المتطلبات التعليمية, فسوف يؤدي ذلك إلى تكريس الثقة في النفس, والميل نحو التفكير الابداعي لدى تلميذ المدرسة.
تعليقات