الدراما الخليجية تدعم الانحراف الأخلاقي!.. برأي علي الذايدي

زاوية الكتاب

كتب 851 مشاهدات 0


القبس

إسفاف..!

علي الذايدي

 

• لا سيناريو ولا حوار، ولا أي شيء قريب من عمل فني راق.

يبدو أن بعض المنتجين فهموا اللعبة من الآخر، فلا وقت لديهم ليضيعوه على كتابة سيناريوهات قد يكتب لها النجاح وقد تفشل، فلجأوا الى أقدم مهنة في التاريخ لتحقيق الأرباح.

أغلب المسلسلات الخليجية في السنوات الأخيرة أصبحت تحاكي الغريزة الحيوانية عند بعض المشاهدين، مجرد عرض أجساد وعرض لآخر قمصان النوم، أو عرض لصورة شاب وسيم «مجسم»، فلا قصة ولا سيناريو ولا حوار ولا أي شيء قريب من عمل فني راق يدعو إلى قيمة فنية راقية!

لو درسنا نفسية هؤلاء المنتجين والمخرجين الذين يقومون بصناعة هذه الأعمال اللافنية، لاكتشفنا أنهم إما مرضى نفسيون، وإما يعانون من حرمان جنسي مزمن أيام المراهقة.

والكل يتنافسون لعرض أكبر كمية، فالعام الماضي كان هناك مسلسل عن دار أيتام، وكانت فيه مجموعة من الفنانات الشابات، وعمل آخر يتحدث عن بنات الثانوية، وأخيرا مسلسل عن أب لديه 7 بنات، وسبحان الله كلهن بالفئة العمرية نفسها!

نلاحظ أن المنتجين لا يريدون عملا فنيا فيه ممثلة واحدة فقط، أو اثنتان على الأكثر، ولكن إيجاد سيناريو يكون فيه أكبر عدد ممكن من الفتيات، لا أكثر ولا أقل. فاليوم بنات الثانوية وغدا بنات المعهد التجاري، وهلم جرا.

المشكلة أنك عندما تسأل القائمين على هذه الأعمال عن سبب تركيز هذه الأعمال الفنية على مسألة الانحراف الأخلاقي في عمله، يرد عليك بفلسفة زائدة انه يريد مناقشة وعرض مشاكل المجتمع بهدف إيجاد الحلول لها، ويدعي أنه مصلح اجتماعي، ويذكرني بعضهم بسعيد صالح في مسرحية مدرسة المشاغبين عندما قال له الناظر حسن مصطفى «عاملي وزير يا صايع»!

فكيف يدعي أنه مصلح اجتماعي، باستخدام مثل هذه الوسائل لجذب الفتيات، الطامعات في الشهرة ودخول عالم الفن، فيتم استغلالهن بإسناد مثل هذه الأدوار لتكون بداية لمسيرتهن في عالم الفن والفضائيات؟! وبعد أن تشتهر وتقابلها وسائل الإعلام تردد جملتها الشهيرة «لم أقدم أي تنازلات للحصول على الأدوار»!

أضحك كثيرا عندما يتحدث بعضهم عن الدراما الخليجية ويحاولون أن يعطونا انطباعا أنهم فنانون يحملون قيمة فنية.

هناك رغبة شعبية كبيرة في أن يتم وقف عرض مثل هذه الأعمال، ولكننا نعلم أن هذا لن يحدث بحجة دعم الحريات، ولو تم وقفه فعلا فسيخرج علينا دعاة محاربة القمع الفكري للصراخ والعويل على وزير الإعلام، والتحذير من سيطرة التيار الديني على الحياة في الكويت، كالعادة!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك