لا مصلحة لنا كخليجيين في معاداة إيران أو أمريكا.. هذا ما يراه خليل حيدر
زاوية الكتابكتب يونيو 11, 2014, 1:22 ص 641 مشاهدات 0
الوطن
طرف الخيط / هل الفرس أعداؤنا؟!
خليل علي حيدر
هل يحق للزميل المهندس «نصار العبدالجليل» ان يهاجم «الفرس» جميعا كقومية أو كمجموعة بشرية، بسبب استنكاره لجملة من سياسات الدولة الايرانية في سورية والمنطقة الخليجية العربية والعالم العربي والاسلامي؟
يقول مثلاً ان ايران او الفرس اعداء وخصوم للامتين العربية والاسلامية و«على وجه الخصوص السنية منها». ويضيف «لا يمكن ان ننكر التاريخ الاسود والعداء الفارسي للعرب». (الوطن، 2014/6/5.
ومثل هذا التعميم المؤسف ضد امة كاملة تظهر بوضوح ان الزميل الموقر يخلط بين السياسة الايرانية الحالية وبخاصة منذ ثورة 1979 الاسلامية، وبين الامة الفارسية او المكون الفارسي ضمن مجموعة الشعوب الايرانية التي تتضمن كذلك الكرد والبلوش والعرب واتراك اذربيجان وربما غيرهم.
فالفرس ايرانيون ولكن ما كل الايرانيين فرس. والكثير من الفرس يتبعون المذهب الشيعي ولكن ماكل الفرس شيعة.
وتتبنى الحكومة الايرانية جملة سياسات مضادة كل الضد لمصالح شعبها شيعة وسنة وزرادشتيين وغيرهم، ولكن ماكل الايرانيين يؤيدون هذه السياسات لو كانوا يملكون حريتهم السياسية وصوتهم الانتخابي.
ويشير الزميل «العبدالجليل» الى التدخل الايراني المسلح والعلني في سورية دفاعا عن النظام القائم، ودفعه لحزب الله كذلك ان يساند هذا النظام، وكذلك احداث البحرين المؤسفة، ويضع كل هذا في كفة سلبيات «الفرس»، اعداء الامة العربية والاسلامية.. دون تحليل او تدقيق ويفوت الزميل للاسف ان الشعوب الايرانية من فرس وعرب واكراد غير مسؤولين عن هذه السياسات. ولو لم تتحكم بعض المجموعات المغامرة من الحرس الثوري الايراني بنظام «الجمهورية الاسلامية» لاتخذت السياسة الايرانية مسارا آخر، ولكانت الثورية السورية، كالمصرية والتونسية والليبية، شأنا داخليا بحتاً.
ولو كانت ايران بيد قوى ديموقراطية عصرية متفتحة، وكان من يرسم سياساتها نخبة ايرانية وطنية من التجار والمستثمرين وخبراء التنمية والطبقة الوسطى المثقفة، المشتتة اليوم جميعا في اوروبا والولايات المتحدة، او المقيمة في دبي، او المجبرة على السكوت داخل ايران، ولو كان البرلمان الايراني مؤسسة سياسية حرة، تتشكل من المؤيدين لسياسة الدولة والمعارضين لها، ولو كانت ايران تتمتع حقا بنظام حزبي مفتوح، لكانت على الاقل دولة في مصاف تركيا، علما بأن ايران تنعم بدخل بترولي ضخم، وموقع شرق أوسطي متميز تسطيع من خلاله ان تربط كل آسيا الوسطى بالمنطقة الخليجية والعربية، وتفتح ابواب الرخاء للشعب الايراني، من الفرس وغيرهم.
والفرس من جانب آخر، وكما لا يخفي الزميل الفاضل، مكون مهم من مكونات السنة والشيعة معا في ايران ودول مجلس التعاون كلها، والفرس كذلك عنصر اساسي في التاريخ الاسلامي مع العرب والاتراك، على امتداد قرون طويلة، ولهم اسهامهم الواضح في حفظ التراث الاسلامي والثقافة واللغة العربية، مهما كانت درجة الاستياء اليوم من السياسات الايرانية في سورية وغيرها.
ولنتذكر كذلك اننا في العالم العربي كنا نتهجم على الاتراك العثمانيين قبل الحرب العالمية الاولى، عندما هيمنت سياسات «جماعة الاتحاد والترقي» القومية المتعصبة على مصير تركيا واتبعوا سياسة «التتريك» في البلدان العربية الواقعة تحت نفوذ العثمانيين، وبخاصة بلاد الشام.
واليوم، اخي الفاضل، لا مصلحة لنا كخليجيين، في معاداة ايران او الولايات المتحدة او غيرها. بل الاولوية ان نعرف مصالحنا السياسية والتنموية، وأن نُحيِّد خصومنا وأعداءنا قدر المستطاع، وبخاصة وان العالم العربي برمته منذ عام 2011 في ازمات وتحولات وحروب لا يعلم احد الى أين ستنتهي. فقد انهار النظام العربي القديم، نظام ما قبل 2011 وما قبل «الربيع العربي»، ولا تستطيع الدول الخليجية وحدها حتى باتحاد أربع او ست دول ان تؤثر كثيرا في موازين الصراع ما لم يولد نظام عصري جديد، عسى ان يظهر للوجود.. في أقرب فرصة!
تعليقات