سجل الكويت في حقوق الإنسان أدنى من الصفر بكثير!.. مبارك الهاجري متعجباً

الراي

أوراق وحروف  /  الإنسانية المفقودة في الكويت!

مبارك محمد الهاجري

منظر مؤلم جدا أن ترى عامل نظافة يستجدي الماء في عز الظهيرة من المارة! وقد يتساءل المرء أين الشركة التي أتت بهذا العامل من بلاده؟، ألم توفر له السبل الكفيلة التي تصونه عن المذلة وسؤال الناس في الشارع وأبسطها توفير المأكل والمشرب الذي يعينه على مواجهة أجواء الكويت الحارة جدا والتي لا مثيل لها في العالم؟ وهذه حقيقة وليست مبالغة.

وسؤالنا هنا إلى وزارة الشئون الاجتماعية والعمل، ألا توجد لديكم آلية لمتابعة ومراقبة أحوال وظروف هذه العمالة؟...والذين يعدون وبكل صراحة، الحلقة الأضعف في هذا البلد، حقوقهم مسلوبة، ويفتقدون الراتب الذي من أجله أتوا، وتغربوا، والذي يصرف لهم كل عدة أشهر دون التزام بمواعيد الصرف، ودون أدنى مراعاة لظروفهم العائلية والمعيشية! ما الضرر الذي سيترتب على الشركة المعنية أو غيرها من الشركات التي تستقدم العمالة لو أنها وفرت المستلزمات الضرورية من مأكل ومشرب وملبس لعمالتها بدلا من إنهاكهم وتحميلهم ما لا يطيقون؟ فهؤلاء أولا وأخيرا بشر، وليسوا آلات صماء!

سجل الكويت في حقوق الإنسان أدنى من الصفر بكثير، نتيجة هذه الممارسات التي تسببت بإحراجات سياسية وإشكالات قانونية، الكويت في غنى عنها، ولكنه التراخي في تطبيق القانون ذلك التراخي الذي جعل بعض الشركات تتمادى في انتهاك حقوق الإنسان! وزارة الشؤون مطالبة اليوم وقبل الغد، أن تفتح هذا الملف، وأن تضع كافة الضمانات التي تحمي حقوق هذه العمالة، وانسانيتها في المقام الأول، مع مراعاة التوقيت الأنسب للتشغيل، وبحسب الطقس، رحمة ورأفة بحالهم، وقبل كل شيء احتراما لانسانيتهم التي تم إهدارها منذ وطئت أقدامهم أرض الكويت!