عن المبادئ حادت رموز .. بقلم محمد البنوان
زاوية الكتابكتب يونيو 11, 2014, 11:37 م 885 مشاهدات 0
ببساطة شديدة ودون مقدمات أصحاب المبادئ لا يتغيرون وعن قناعاتهم لا يتحولون هذه هي الحقيقة وهذا ما يجب ان نؤطر عليه أنفسنا أن أردنا أن نكون صورة واقعية في عالم ملي ء بالاكاذيب ولكن هناك استثناءات نعم فلسنا ملائكة منزلين ولا جنودا خارقين بل بشر يعترينا من الضعف ما يعترينا هناك الكثير من الرموز من التي اعتبرت في يوم من الأيام بمثابة القدوة سقطت من أعين الناس بمواقف مخزية يندى لها الجبين وهناك وفي المقابل طائفة أخرى لم يكن ينظر اليها الا بعين الازدراء ترتفع بكلمة حق قيلت أمام أحد الجائرين من السلاطين وبين هذا وذاك تقف الاطراف المتفرجة هائمة أملا في أن تصل إلى الحقيقة الغائبة والتي لا تدرك الا بعد سنين.
ملخص الامر أن الكثير من الرموز في عالمنا المعاصر استطاعت أن تبزغ الى الواجهة الاعلامية بعد أن تبنت مواقف غلب عليها جانب من جوانب الحق وعليه كونت لها قاعدة شعبية استطاعت من خلالها أن يكون لها دور في القرار السياسي في دولها ثم اضطرت الى أن تتخلى عن تلك القناعات التي تبنتها في البداية بعد أن اختلفت الظروف السياسية المحيطة بها وأصبحت ضريبة التمسك بتلك المبادئ عالية ولا تستطيع تلك النفوس تحملها فأصبحت مجرد ذكرى في سراب الكثير من الذكريات المنسية.
هذا هو ملخص ماجرى في الكويت وغيرها خلال العقد المنصرم فالتيار الاسلامي الذي تبنى في وقت من الاوقات مبدأ تحكيم الشريعة الاسلامية واعتبارها المصدر الأساسي من مصادر التشريع اضطر في النهاية الى القبول بواقع مخالف ولم تعد تلك المطالبة حاضرة على جداول أعماله الظاهرة وببساطة لم يعد ذلك المبدأ بممكن التحقيق عبر تلك العجلة المسماة بالعجلة الديمقراطية فانتهى ذلك الحلم قبل أن يبدأ وعليه انتهت احدى القواعد التي يؤطر مرشحو ذلك التيار الدخول في المجالس النيابية والاحتكام الى العملية الانتخابية ورغم ذلك فالمشاركة مستمرة.
كتلة العمل الشعبي والتي تبنت مواقف في كثير منها عاطفية لم تتمكن من تغيير سياسة الدولة لصالح إسقاط القروض ورغم ذلك استمرت في المشاركة النيابية.
الليبراليون فشلوا في أهم مبادئهم القائمة على التضييق على عمل عدد من الجمعيات الخيرية الاسلامية ومع هذا استمروا في المشاركة في تلك العملية.
وفي النهاية قاطع من قاطع منهم الانتخابات لاختلافهم في تقسيم الاصوات الانتخابية
وأصبحت ما تسمى بساحة الارادة هي متنفسا لما يسمى بالمعارضة بينما أصبح المجلس مركزا للفاحش من القول كما كان سابقا.
إذا فقد اختزلت القناعات وتركت المشاركة بالعملية السياسية على أساس عدد الاصوات بينما لم يتقدم أحد باستقالته المسببة وسط حالة الفوضى التي ألمت بالبلاد ولم تستخدم المسيرات المتتالية والتجمعات لنصرة المصطفى عليه الصلاة والسلام بعد أن تطاول عليه الحثالات.
إذا فالمبادئ تختلف والظروف المحيطة بها أيضا تختلف وهي من يخرج لنا في النهاية الصورة الظاهرة من العملية السياسية هناك ضغوط هناك إغراءات وهناك ايضا تهديدات وعمليات اكراه تعتري السياسيين في عالمنا العربي فليس من المستغرب أن تختلف تصريحات السياسيين مع مرور الوقت فهناك من خفايا الامور ما لا يدرك ولكن الغريب أن تنحصر قناعاتنا في أسس باطلة ليس لها أساس من الصحة فليست العملية الانتخابية الديمقراطية هي من سينتج لنا واقعا رائعا وليست التجمعات القائمة على مبادئ قانونية وضعية هي من سيغير حالة الانحدار التي نعيشها بل ان من يجب أن يتغير هو أنفسنا قبل كل شيء: « إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم « فإن أدركنا أن أساس الشريعة الاسلامية هو المحرك الاساس لعملية التغيير واعتبرناها هي المبادئ التي لا تقبل التحويل وسعينا اليها بما امر الله به سننتج ذلك الواقع الذي كنا نحلم به دائما أما أن كان أقصى حلمنا محصورا بعدد أصوات مجلس يرتاده من النواب الغث والسمين فلا أقل من أن نخذل كما خذلنا طوال الفائت من السنين.
محمد سعود البنوان
تعليقات