يجب على الحكومة أن تلغي نظام 'الخروجية'!.. هذا ما يراه غنيم الزعبي
زاوية الكتابكتب يونيو 13, 2014, 12:48 ص 1171 مشاهدات 0
الأنباء
في الصميم / نظام 'الخروجية' حجز حرية
م. غنيم الزعبي
مع بداية الصيف يتوجه عشرات الألوف من موظفي الحكومة الوافدين إلى بلادهم لقضاء عطلة الصيف ولكن قبل كل إجراءات السفر وشراء الهدايا للأهل والأحباب هناك إجراء مزعج و(مهين) في الوقت نفسه عليهم القيام به وهو شيء يسمى «الخروجية» ولا أعتقد انه يوجد له مثيل في العالم المتحضر.. هذا الإجراء يتطلب من هذا الموظف أن يعمل شبه «كعب داير» للحصول على توقيعات مسؤوليه ومسؤولي الإجازات في الشؤون الإدارية، من أجل ماذا؟ من اجل أن يوافق له هؤلاء المسؤولون على سفره.. أي بإمكانهم الرفض وعدم الموافقة على سفره.. فقد تخضع هذه الموافقة أو الرفض أحيانا لمزاجية ومزاج هذا المسؤول، وهذا الأمر خطأ كبير ويعتبر حجز حرية إنسان من دون وجه حق.
فحرية التنقل والسفر من بلد إلى آخر، خاصة إذا كان موطنك هو من أبسط حقوق الإنسان ويجب ألا تكون تحت سيطرة إنسان آخر، وهو كذلك أمر لو وصلت أخباره لمنظمات حقوق الإنسان الدولية لعمل على تشويه سمعة الكويت بوصفها تحجز حرية عشرات الآلاف من الموظفين الوافدين لدى حكومتها وتتحكم في تنقلاتهم وسفرهم، والحجة التي تستخدم لتبرير نظام «الخروجية» هي أنه يهدف لحماية حقوق الوزارة وأنه قد تكون للوزارة حقوق على هذا الموظف يجب تخليصها قبل الموافقة على سفره.
فإذا كان هذا المبرر حقيقيا وضروريا، فلماذا لا يطبق أيضا على الموظف المواطن أو حتى الموظف الوافد في القطاع الخاص الذي يأتي ويذهب بكل حرية من دون هذه الورقة المزعجة والمهينة المسماة بـ «الخروجية» والتي يجب استبدالها بنظام أو طريقة أفضل تحفظ للوزارة حقوقها وفي الوقت نفسه لا تضع حرية عشرات الآلاف من إخواننا الوافدين تحت رحمة هذا الموظف أو ذلك المسؤول؟! فأنا شخصيا شاهد على «المرمطة» التي يتعرض لها هؤلاء الناس الأفاضل وبعضهم من كبار السن في أروقة أقسام الإجازات والشؤون الإدارية، فالكثير منهم يكون تحت ضغط تاريخ حجز التذكرة، ويجب أن يسافر في تاريخ محدد، لكن يضيع عليه ذلك الحجز بسبب ضياع تلك الورقة في أدراج موظفة تكلمه بكل فوقية وعدم احترام، فيرجع هذا المسكين لبدء إجراءات «الخروجية» من جديد ويضيع عليه الحجز ويتأخر سفره.
هذا الأمر غير مقبول، ويجب على الحكومة أن تلغي نظام «الخروجية»، ففيه انتهاك لحرية عشرات الآلاف من أناس فاضلين تغربوا من ديارهم وتركوا أهلهم وأحبابهم وأتوا لبلدنا ليساعدونا في نهضته وازدهاره.
٭ نقطة أخيرة: الكويت بلد كريم ومضياف ويقسم بحبه وغلاه معظم من وطئت قدماه أرضه، وهو كذلك يحفظ لجميع من سكنه حرياتهم وكراماتهم.. لذلك فنظام «الخروجية» غير لائق أبدا بهذا البلد الكريم ولا سمعته، ويجب إلغاؤه فورا.
تعليقات