حقيقة داعش المُرة!.. بقلم فواز المطرقة
زاوية الكتابكتب يونيو 13, 2014, 12:52 ص 5760 مشاهدات 0
عالم اليوم
رأي الأمة / داعش التكفيرية ومخالفاتها الشرعية
فواز الملفي المطرقة
منذ سنوات عدة وهو أمر لا يحتمل الشك، أظهرت عدة دول ممن تسمي نفسها بالدول العظمى عداءها الصريح للإسلام والمسلمين، تارة بالوقوف مع مغتصبي أراضي العرب والمسلمين (اليهود) في المحافل الدولية، والتغاضي عن جرائمهم المتكررة النكراء، وتارة أخرى بافتعال المشكلات في الوطن العربي والعالم الإسلامية في محاولة منهم لتحويله إلى ساحة حرب وقتال فيما بين أبنائه بعضهم البعض، وهو ما نجحوا فيه في عدة دول ولا سيما العراق وسوريا وليبيا، وثالثة بالسعي إلى إيجاد جماعات مسلحة متطرفة تكفيرية تقوم على القتل والنهب تحت شعارات إسلامية، كما في الجماعة الضالة المسماة (داعش)، وغيرها الكثير والكثير.
ولعل ما يدفعني للحديث عن تلك الجماعة تحديداً وهي المسماة بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) هو ما تقوم به تلك الجماعة من انتهاكات وجرائم لا يقرها الشرع ولا يرضى بها دين، ويوضح ذلك ما جاء على لسان أحد العلماء عن تلك الجماعة حين قال: «جماعة دموية تملك مشروع اقتتال داخلي مع مجاهدي ومسلمي أهل الشام، ماهرة في افتعال الفتن فيما بين المسلمين، مستغلة شعار «الدولة الإسلامية»؛ ككلمة حق يُراد بها باطل.
فإن لم تمسك جماعة الدولة المسماة بـ «داعش»، عن بغيها وظلمها وعدوانها، وتكف أذاها وشرها عن الشام وأهله ومجاهدي الشام، وتُصغي إلى خطاب النقل والعقل الذي وجهه إليها بعض العقلاء والفضلاء، فإنه يجب شرعاً على جميع مجاهدي أهل الشام قتالهم، ورد عدوانهم، وهو من الجهاد في سبيل الله .
وإنا نطالب المخلصين المغرر بهم، الذين لا يزالون مع هذه الفرقة الضالة، أن يفكوا ارتباطهم بها، ويعلنوا عن براءتهم منها ومن أفعالها»قبل فوات الأوان وان يتوبوا إلى الله
تلك هي حقيقة داعش المرة التي حاول البعض ترويجها كمشروع إسلامي يجب الوقوف معه ودعمه.
أما المخالفات الشرعية التي يقع فيها المنتمون لهذا التنظيم فهي كثيرة جداً منها على سبيل المثال لا الحصر وقوعهم في التكفير بغير حق بتكفير ولاة الأمر والعلماء الربانيون وأهل السنه وحكمهم بالردة على من لا يستحق ذلك وإنما بالشبهة، فأدى بهم هذا إلى استباحة دماء بعض من حكموا عليهم بذلك، ولا يخفى خطورة هذا الأمر، وقد أدى ذلك إلى التساهل في القتل بشكل مبالغ فيه ولا سيما قتل الناس على الحواجز بين القرى والمحافظات، مع العلم أن تجمعات تلك الجماعة تعيش في مناطق كل أهلها من المسلمين. كذلك من جرائمهم الشرعية عدم رضوخ أفرادها أو قادتها للمحاكم الشرعية، في أي جريمة من الجرائم، بالإضافة إلى عدم تسليم أي شخص منهم ممن ثبتت في حقهم الجرائم للقضاء الشرعي، وهو ما لا يجوز شرعاً. ومن مصائبهم وجرائمهم الكبرى أيضاً النكث بالعهد وقد وقع ذلك في أكثر من موضع حيث وقعت أطراف ضامنة للعديد من العهود بينهم وبين مجاهدين أخرين لكنهم نكثوا هذه العهود وخالفوا ما اتفقوا عليه، ومعلوم أن نكث العهود من علامات النفاق وأيضاً أن هذه الجماعة الضالة تفتقد للعلم الشرعي والأدهى والأمر في ذلك أن هذه الجماعة تتصرف وكأنها الملزمة بتطبيق الشريعة، وقد نصبت نفسها حاكماً شرعياً من خلال التحكم بالمواطنين والتحكم بالعقاب والثواب، ولعل ما يفضح أمرهم أكثر وأكثر هو التمثيل بالجثث وهو ما يعتبر مخالفا للشريعة الإسلامية الغراء، وقد فعلوا ذلك كثيراً والشواهد عليه لا تعد ولا تحصى، وقد نقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ولا تمثلوا» بل نهى الإسلام عن التعذيب والاهانة.
وكررها سيدنا أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - مع جيش أسامة بن زيد حين قال: لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً فانياً ولا امرأة.
وفي الختام فإنه يتوجب علينا أن ندرك أننا واقعون في دائرة الخطر ولا سيما بعد تلك المصائب التي تتعرض لها بلداننا العربية والإسلامية في العراق وأفغانستان وما يحصل اليوم في سوريا والعراق وليبيا وما يمكن أن تتعرض له مصر وتونس وغيرهم من الدول.
اللهم احفظ الكويت وأهلها من كل سوء والله الموفق.
تعليقات