مجتمعنا الخليجي يعاني نقصاً حاداً في مفهوم الادخار.. برأي سامي الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 1292 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  حصالة 'الجمل'!

سامي الخرافي

 

من منا لايذكر الدعاية التجارية «للبنك الوطني» الشهيرة: هلا هلا زينة لحساب التوفير، تلك الأغنية كانت محور حديث بالديوانية عن مفهوم التوفير والادخار في مجتمعنا الخليجي بصفة عامة، وكيف أصبحت الكماليات طاغية على الضروريات مما أدى الى حدوث خلل في ميزانية الكثير من اسرنا الخليجية ولم تحسب حساب أي ظرف طارئ قد يصادفها في حياتها من أجل هذا اليوم العصيب وتقف مكتوفة الأيدي غير قادرة على مواجهته.

فعند عمل مقارنة بسيطة مع الفرد الأجنبي والخليجي من ناحية الادخار تجد العجب العجاب، فتجد الطفل الأجنبي قد تم تعويده منذ الصغر على موضوع الادخار من أجل شراء حاجاته الأساسية أو غير الأساسية من أجل ترسيخ مفهوم مهم جدا وهو ان الحياة التي أنت فيها لن تكون على وتيرة واحدة فستواجهك مشاكل مستقبلية فعليك أن تعرف أهمية الادخار منذ صغرك وتتعود على كيفية الاعتماد على نفسك، فمثلا عنده حلم بأن يشتري «لابتوب» فعليه أن يمسك الورقة والقلم ويحسب المبلغ المطلوب لشراء الجهاز ويعمل على توفير مبلغ من مصروفه أو يعمل في أي وظيفة من أجل توفير المبلغ المطلوب دون الاعتماد على الأسرة بتاتا، اضف الى ذلك فإننا نرى في أسفارنا الكثير من الأجانب وهم في سن كبيرة قد ادخروا مبلغا معينا خلال وجودهم في الوظيفة وعند تقاعدهم يقومون «بسفرة العمر» حول العالم، هذا السلوك الذي تربوا عليه منذ الصغر قد جعلهم يحرصون كل الحرص على صرف المبلغ في مكانه الصحيح ويعرفون أهميته لأنه لم يأت بسهولة.

أما في المجتمع الخليجي فإننا نشاهد النقيض تماما من ناحية إحساس الفرد بأهمية ما يصرفه في حياته، فتجد الكثير لا يبالي بأهمية الادخار، وكما يقولون «عيش يومك» ويصير خير فمثلا الطفل إذا ما بدأ البكاء في أي مكان يتواجد فيه الشراء تجد الأبوين يقولون له: طلباتك أوامر بس «تكفه» لا تبكي فمنذ الصغر عرف ان هناك من يلبي طلباته فلماذا يهتم بالادخار؟، أضف الى ذلك أننا في فترة نهاية العام الدراسي فالطلبات تزداد لعيالنا «أطلب تجد» بس انجح فسنلبي كل ما تريده سيارة، سفرة.. الخ، هذا السلوك ما نتيجته؟ بالتأكيد عدم المبالاة من أي شاب أو فتاة بأهمية الاعتماد على نفسهما في ادخار أي مبلغ ما دام هناك من يلبي طلباته دون تعب منه مما ينشأ جيل اتكالي لا يعرف كيفية التصرف في مواجهة أي مشكلة بسيطة تعترضه لأنه لم يواجهها منذ صغره بسبب الدلال الزائد من قبل الأسرة.

ما نريد قوله إن لدينا نقصا حادا في مفهوم الادخار في مجتمعنا الخليجي ويتطلب جرعات وفيتامينات مركزة وتوعية إرشادية من قبل الجهات المعنية وأصحاب الاختصاص، وأن تعرف الأسر أهمية الادخار في حياتها اليومية المستقبلية، وكما تقول نهاية دعاية البنك الوطني «إن شاء الله يكون عندك مال كتير كتير».

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك