ساحة الإرادة ولعبة الشطرنج، بقلم خالد الطواري
زاوية الكتابكتب يونيو 16, 2014, 12:51 ص 1022 مشاهدات 0
قبل ندوة حشد الثلاثاء الماضي في ساحة الإرادة كانت آمال الحضور كبيرة ومعقودة على التصريحات والوعود بكشف اسماء مرتشين وفضائح صاعقة وبعرض كافة المستندات التي تثبت ذلك. وهذا ما لم يحدث ولم تأتي الندوة بجديد يختلف عن ما طرح في لقاء قناة اليوم وماتم تداوله في مواقع التواصل الإجتماعي منذ مدة بل حتى أن لغة الخطاب اختلفت وكما قال البراك بكلمته ان الندوة ليست لاعلان فضيحة جديدة وهذا ما ينافي التصريحات السابقة.
أظن أن البراك والمعارضة كانوا صادقين بالوعود التي اطلقوها لحشد الناس وكانوا ينوون ان يكشفوا اكثر مما قيل ولكن قد يكون حدث تغيير طارئ بالخطة من قبل من يملك المستندات. قد يكون تغيير الخطة باللحظات الاخيرة بسبب صفقه سياسية حدثت او اتفاق على 'مستوى عالي جداً' لعدم او تأجيل الكشف عن الاسماء والمستندات او حتى قد يكون لإمهال الخصم المزيد من الوقت لمراجعة حساباته والخضوع لأية مطالب يريدها من يملك المستندات او كما نقول باللهجة العامية 'تهويشة'.
وهذا هو الذي يقلقني بالموضوع لأن يدل أن المعارضة ليست هي من تملك دفة القيادة الآن فالقيادة حالياً بيد من اعطى مهلة 10 ايام وبنهايتها سرّب المستندات. بل ان الكل الآن يتحدث-استناداً على تصريح الوزير أنس الصالح-ان المستندات الذي عرضت في حساب كرامة وطن تختلف عن ما قدم للقيادة السياسية وتمتلكه المعارضة ( او من زودها بالمستندات).
والسؤال لماذا يتم تسريب شي للناس أقل اقناعاً ولماذا يتم تسريب شيء مختلف عما عُرض عالقيادة السياسية؟!
المتأمل يدرك أن ما يحصل ليس فضيحة بمعناها التقليدي لأنه بالفضائح تتدفق الحقائق والمعلومات والمستندات كالسيل أما الحاصل الآن فبالقطّارة والوضع أصبح أقرب للعبة الشطرنج فمن الواضح ان من يملك المستندات يملكها جميعاً ومنذ مدة وليست بمعلومات جديدة تصله تباعاً وأنا لا اجد تفسير لهذا إلا انها مساومة وبحث عن صفقة سياسية ومتى ما عرض الثمن المطلوب سُيغلق الصنبور ويتوقف التدفق.
أن كنت لا اتفق مع المعارضة ولكني أتفهم الأسباب الذي دفعتهم للتحالف مع مالك المستندات وأتمنى أن يكونوا على أشد الحذر والحيطة من الصديق قبل العدو وخصوصاً بعد تحقيق النصر المأمول على قطبين الفساد فرغم الأخفاقات فلا زال من بعد الله أملنا فيهم بتحقيق الإصلاح.
تعليقات