'دهنا في مكبتنا'، بقلم أماني العدواني

زاوية الكتاب

كتب 766 مشاهدات 0

ارشيفية

تصرف الدولة أموالا طائلة ومبالغ هائلة على ابتعاث المرضى للعلاج في الخارج... ولكن للأسف  أصبح ابتعاث المرضى للعلاج خارج البلاد يخضع لبعض المعايير الظالمة والمحسوبيات المجحفة والمجاملات المزعجة... فهو حق مكتسب وأمر طبيعي لمن لديه واسطة ومحسوبية ، وأمر ينكره العقل ويخترق اللوائح  ويتجاوز القوانين لمن ليست له علاقة  بنائب  أو صاحب منصب قيادي، والمؤلم في الموضوع أن يحرم أشخاص أنهكهم المرض وأعياهم وهدهم التعب من هذا الحق  في الوقت الذي نجد فيه المكاتب الصحية في الخارج تعج بالمواطنين الأصحاء والذي جاء بعضهم للسياحة والنقاهة وتغيير الجو على حساب الدولة باسم المرض وبحجة العلاج، فهذا يمون على النائب الفلاني وذاك محسوب على التيار الفلاني وآخر  يقرب لصاحب منصب قيادي ... فضاعت الأموال وسلبت الحقوق وانتهكت اللوائح والقوانين، وأصبح الموضوع للأسف تجاريا بحتا عند بعض المستشفيات في الخارج وفرصة لاستغلال المواطنين في الخارج واصطيادهم في شراك بعض المستثمرين هناك من خلال رفع أسعار السكن.

وأضحى الموضوع فرصة لبعض المتمارضين لكي  يستفيدوا أقصى استفادة  من الدولة  ويقتطعوا قطعة من كعكة العلاج في الخارج اللذيذة في وقت غابت فيه الأخلاق والقيم الإنسانية .. الأمر الذي أوصلنا إلى هذا الوضع  السيء وهذه الحرفية في التحايل على القانون و بمباركة من بعض المتنفذين، فالأولى ثم الأولى أن تستثمر هذه الأموال داخل البلد وتتجه للتنمية الطبية في بلادنا.  وتنشأ المجمعات الطبية والمناطق الصحية .. وتجلب إدارة طبية  أجنبية على مستوى عال من الكفاءة وتدرب على يدها كوادرنا الوطنية وتتشرب منها الخبرة والكفاءة ... ويحصل كل صاحب حق على حقه المشروع بدون ان يضطر إلى واسطة فلان الفلاني ومحسبوبية ذلك القيادي ... ويصبح دهننا في مكبتنا.

أماني علي العدواني

الآن – رأي: أماني علي العدواني

تعليقات

اكتب تعليقك