الكويت بحاجة إلى المخلصين!.. هذا ما يراه علي الذايدي

عالم اليوم

بلا عنوان  /  ودخلنا موسوعة غينيس

علي الذايدي

 لا أستبعد أن تدخل الكويت موسوعة غينيس للأرقام القياسية بسبب أغلى توقيع في التاريخ، والذي تم قبل سنوات قليلة عندما حصل مدير تنفيذي في احدى الشركات الخاصة على مكافأة مالية تقارب الـ4 ملايين دينار نظير عمله لمدة 9 أشهر فقط، ولا أعلم ما هي طبيعة العمل الذي قام به مقابل هذه المكافأة الضخمة، فهو يسافر بالدرجة الأولى على حساب الشركة ويقيم في الفنادق الفخمة على حساب الشركة، وبعلمي أن الصفقات التي يوقعها تتم في نيس وزيورخ ومونتي كارلو، وليس في واغادوغو أو قندهار أو أثيوبيا.

كما لا ننسى أن مكافآت نهاية الخدمة لبعض القياديين تصل لمئات الآلاف من الدنانير، بالإضافة لما حصل عليه من أموال طيلة بقائه في منصبه، واستمرار جميع مخصصاته حتى بعد التقاعد، ما يكلف الخزينة العامة أموالا طائلة لا تتناسب مع ما يقوم به هذا القيادي والذي لا تتعدى مهامه الجسيمة توقيع البريد اليومي.

ولنقارن الآن بين هذه المكافآت وبين من أدوا أعمالا خالدة فعلا في تاريخ البشرية وكم كانت مكافآتهم نظير تلك الخدمات الرائدة في التاريخ:

الرئيس الأمريكي راتبه 200 ألف دولار.

تشارلز ليندبيرغ أول من قطع الأطلسي بطائرة في رحلة أقرب إلى المستحيل كافأته الحكومة الأمريكية بمبلغ خمسين ألف دولار.

نيل أرمسترونغ خطا أعظم خطوة في تاريخ البشرية على سطح القمر حصل على مكافأة 250 ألف دولار.

الفائز بجائزة نوبل في أي مجال لا تتجاوز مكافأته المالية المليون دولار.

إذن كيف يحصل شخص ما على مكافأة تقدر ب3ملايين و800 ألف دينار نظير توقيعه على بعض الأوراق فقط؟

أنا أعمل معلما في وزارة التربية، وتخرج على يدي طيلة ال15 سنة الماضية الآلاف من الشباب الذين أثروا سوق العمل بمعطيات ممتازة وفاعلة، ولا أزال على اتصال مع بعضهم، وبعد هذه الخدمة الطويلة رأت وزارة التربية أنني قد تعبت طيلة هذه السنوات الطويلة في الحقل التعليمي فرأى القياديون أصحاب المعالي في الوزارة أنني أستحق أن تصرف لي مكافأة مقابل جهودي الطويلة، فوضعوا اسمي في لائحة المستحقين للأعمال الممتازة ومكافأة تصل إلى....... جمدوا قلوبكم، ، ، ، ، تجهزوا ، ، ، ، هل أنتم مستعدون.؟؟ مكافأة تبلغ 200 دينار ، نعم 200 دينار بالتمام والكمال، نظير 15 سنة في خدمة الطلبة والحقل التعليمي، عندما سمعت بورود اسمي في قائمة الأعمال الممتازة قمت بالاتصال على بنكي الذي فيه حسابي وأخبرتهم بهذا الأمر حتى يستعدوا جيدا لاستقبال هذه المنحة الضخمة، فقد خشيت أن يلاحظ أحد موظفي البنك هذه الزيادة فيشك أنني أتلقى أموالا من القاعدة أو مهربي المخدرات أو عصابات غسيل الأموال في الخارج.

كم نحن بحاجة للمخلصين، وكم أنت مسكينة يا كويت!!