'الشيوخ أبخص'، بقلم نواف الفهد كاتب من السعودية
زاوية الكتابكتب يونيو 27, 2014, 11:07 م 1180 مشاهدات 0
- البحث هو حل لمشكلات الأمة -
الأحداث الصعبة هذه الأيام تضع بلادنا أمام تحديات استثنائية فيما يتعلق بالاستقرار والرفاهية تحديداً، فأعداد الشعوب تتزايد والتكتلات السياسية بتعقيداتها تعتمد على لعبة الكراسي المتحركة، فلابد من خاسر في كل دورة، حتى يتناقص العدد ليبقى الأذكى، إذن التخطيط والإعداد لمواجهة أبرز التحديات أمر يتطلب حلول ممكنة ومبرمجة للمحافظة على المكتسبات الجيدة التي تنعم بها أواطننا، ومن هنا يظهر لنا أن ممارسة البحث العلمي كسلوك حياة سيحقق مكتسبات حضارية راسخة ومستمرة للأجيال القادمة.
إن معادلة النجاح في هذا العصر لا يمكن أن تتحقق دون السبيل إلى مراكز بحثية جامعية تضخ فيها العقول والأموال كأصول اسثمارية تضمن مستقبل واعد للبلاد والعباد.
- حكمة الشيوخ ...
هناك توجه سائد لدينا في دول الخليج تحديداً، حينما تكبر كرة الثلج وتصبح أزمة ما أكثر خطورة وجدية فإنها تُحال إلى قادة القرار والرأي في البلاد، ونعتقد دوماً أن شيوخنا أبخص في حل مشكلات بيتنا الخليجي وهذا فيه ظلم لصانع القرار نفسه ولتراث الأمة ذو الثراء البحثي والفكري، فما الذي يمنع أن تكون الكثير من القوانين الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في بلادنا ثمرةً لبحوث معرفية تنفذها جهات بحثية مستقلة ومتخصصة، في لغة البحوث تتحدث الأرقام والنتائج البحثية أكثر من الآراء الشخصية.
- البحث العلمي والسلطة الخامسة في الدول المتقدمة ...
تظهر مكاسب كبيرة في ما يعرف بـ ' اقتصاد المعرفة الشامل' والذي يعد البحث العلمي هو أهم أصوله، فقد أصبح الشغل الشاغل للدول المتقدمة، ففي الولايات المتحدة وبريطانيا يوجد اهتمام متزايد وبارز بدعم المراكز البحثية لتوفر بدائل اقتصادية وسياسية واجتماعية في كثير من أزمات هذه الدول،ومن هنا تأتي أهمية الجامعات البحثية لتشكل سلطة خامسة في كيانات الدول وبرلمانات بنكهة أكاديمية لحل المشكلات وملامسة واقع الناس وتحسين الخدمات بحلول بالأساس هي عبارة عن بحوث قام بتنفيذها نخبة من الباحثين في البلاد، لذلك هذه النوعية من الاقتصاد غائبة تماماً في عالمنا العربي الذي لازال يعتمد على ثروات تحت الأرض كالنفط والغاز مهملاً الثروات البشرية فوق الأرض وقدرتها على الحفاظ على بقاء الدول قوية صامدة في وجوه الأعداء وتحقيق تنمية نموذجية.
- وصفة تختصر السبيل نحو التنمية ...
السير على خطى الدول التي سبقتنا في البحث العلمي والمنهجي المتطور هو طوق نجاة لبلادنا من التراجع والتفرق وهو أمرٌ يتطلب توفير بنية تحتية وبيئة فكرية تمهد للشروع في ميدان البحوث، والاهتمام بثقافة حفظ الحقوق الفكرية للباحثين والباحثات ووضع حوافز مالية واعتبارية، كل هذا سيخلق مناخاً تنافسياً في شتى مجالات المعرفة، وهو خارطة طريق ستصنع لدولنا نِتاجاً علمياً واقتصادياً نلحق به رَكب الحضارة ويمثل حقاً مشروعاُ لنا أن نحصل على القوة الناعمة، في أمريكا وبريطانيا وبحكم تواجدي الدائم بهما فإنه في المرحلة المتوسطة يتم إعداد الطالب ليكون باحثاً ويتم تكليفه بمهمات بحثية، أما في عالمنا العربي فحدث ولا حرج عن البحوث المدرسية التي أشبه ما تكون بـ 'نسخ ولصق' لبعض المراجع.
إن الأمم التى تُولي البحث قيمة هي من تبقى وتتطور وتنتج، والأمم التي تعتقد أن التكتلات الأمنية والسياسية وحدها هي من يحميها ستضعف ومع الوقت تتلاشى وتزول.
تعليقات