كامل الفضلي يكتب.. رسالة 'بدون' طوابع !!
زاوية الكتابكتب يونيو 28, 2014, 1:28 م 1312 مشاهدات 0
المرسل : كويتي بدون
المرسل اليه : من لا يهمه الامر !
كل عام وأنتم بخير ومبارك عليكم الشهر
، لم يحصل مرة أنني بادرتكم التهاني مثلكم لذا اسمحوا لي ان أهنئكم وأنسى نفسي ، فأنا منذ نعومة اظفاري أذكركم وأنسى نفسي ، أدعي لكم بمديد العمر وأنسى نفسي ، أقوم بما ترجونه منّي وأنسى نفسي، أفرح لفرحكم ، لثرائكم، لقلاعكم ، لنرجسيتكم ، وأنسى نفسي.
لا تهتموا لأمري كثيراً فيبدو أني حقّاً نسيت نفسي ، أكتب لكم اليوم فقط لأبشركم بأنني ما زلت كما تمنيتموني أصحو باكراً كالعصافير ، أحمل أشيائي بهدوء ، أذهب لعملي الشاق بهدوء ، أعيش قسوة يومي بهدوء ، أجوع بهدوء ، أتوجع بهدوء أعود الى البيت بهدوء ، أعشق وطني بهدوء وأن وافتني المنية أنوي أن أستقبلها بهدوء أيضا .
أحمل أفراد أسرتي على ظهري أطوف بهم مروحية الحياة فمن تمسك بالعيش نجا ، ومن تأرجح سقط ، ولا أستطيع الانحناء لالتقطه فلي ظهر واحد وعندي عشرة أفواه .
ليس في يومي ما يسليني غير كلامكم الذي يزور مخيلتي في المساء ، لأتسلّى به وأحياناً تذوب فوق شفتي ابتسامة بطيئة مؤلمة كذوبان شمعة وحيدة وأنا أتذكر تصريحاتكم الرنانة مثل : قريبا ،، قريبا متى، في صباح الغد مثلاً ، وهل سيكون هذا في فترة الدوام الأولى أم في آخرها؟ ألم يخبركم اليأس أن الذاكرة ممتلئة من الوعود ،ثم عن أي قرارٍ سيأتي قريباً نتكلم ؟ عن حقوق فطرية كفلها الدستور التكويني للبشر أم عن حقوق مدنية كفلها الدستور الوطني ؟ أشك بأنكم حتى لو أقريتم بها فلن آخذها فلماذا أزعجكم إذن !؟
لا أخفيكم أشعر برغبة في أن أهرول مسرعاً نحوكم ثم أقفز على طاولة إجتماعاتكم أو أن أرشي الساعي ليدس رسالتي هذه بين بريدكم ، رسالتي رسالة شقاء حبرها عرقي الذي يدفع ضريبة صبري ، قلمها مقوس يشبه ظهر والدي الذي رحل دون أن يزعجكم يوما أو يتقدم بشكوى حتى لا يقطع جدول أعمالكم بمطالبة أو دقيقة وقوف حدادا على مستقبلنا ، بل كان يبتعد عن كل مكان تتواجدون به ليقيكم طهر رائحته التي قد تثير عطاسكم ، كان صباحه ' رزق عياله ' ومساؤه حمد وشكر ، كان فراشه أي زاوية وغطاؤه قوت يوم ، كان يتنفس ملتزماتنا ، كانت احدى عينيه علينا والاخرى تبكي ما ننتظره من معاناة ، لم يطمع، لم يسرق ، ، كل آماله من وطنه تراب النهاية الذي يخفي وجوهكم عنه كما ادعيتم انكم لم تروا وجهه يوم كان بينكم .
في الختام ... أعلم أنكم تتمون أن ينتهي الشهر الفضيل ويدور عليه الحول مئات المرات ترفعون شعار ' يبقى الوضع على ماهو عليه ' دون ادنى فكرة لدي عن سبب أمانيكم هذه ولكني لن أستغل المناسبة الراقية لمناشدتكم أو طلب الصفح منكم على ذنب لم أقترفه ، كل طلباتي أن ترفعوا أياديكم قليلاً عن رغيفي لتجعلوه يدور بالشكل الذي كتبه الله له !!
ملاحظة / كلي ثقة أن رسالتي هذه لن تصلكم لذا إقتصدت رسوم الطوابع لأشتري بها ما يقيني شر نظرتكم لحال قضيتي،
التوقيع : مواطن وسأبقى مواطن حتى يرث الله الارض ومن عليها.
تعليقات