عقليات الحكام العرب لم تتغير منذ الأزل.. هذا ما يراه علي الذايدي
زاوية الكتابكتب يونيو 29, 2014, 1:42 ص 1068 مشاهدات 0
عالم اليوم
بلا عنوان / إسرائيل ما درت عنكم
علي الذايدي
في الأزمان الغابرة اعتاد الزعماء العرب «القوميين»على تنفيذ حكم الإعدام بمن يعارضهم وتبرير ذلك للجماهير بأن من يحكم عليهم بالإعدام كانوا عملاء لإسرائيل وأنهم جواسيس للصهيونية العالمية، فالسلطة هي من يقبض على المعارضين وهي من يسوّق لهم التهم وهي من يحكم عليهم بالإعدام وهي نفسها الجهة المنفذة في ظل إمساك الدولة بكل مفاصل الحياة في المجتمع من أجهزة إعلام وسلكي النيابة والقضاء.
وما زالت عقلية الحكام العرب هي هي لم تتغير منذ الأزل، وحتى بعد الثورة الإعلامية من انترنت وهواتف نقالة وتويتر وفيس بوك يصر هؤلاء الزعماء على ترديد نفس الأسطوانة عندما ينتفض أحد المعارضين عليها، فقد لفت نظري أن جميع القادة الذين انتفضت عليهم الشعوب في تونس ومصر وإيران واليمن وليبيا يصرحون أن من يقوم بالثورة ضدهم هم عملاء لإسرائيل وأنهم يخدمون أجندات خارجية للصهيونية العالمية، وهم بهذا يستكثرون على الشعوب حتى قدرتها على التفكير بشكل منظم وأنهم لا يقدرون على تنظيم ثورة بهذا الحجم إلا إذا كانوا مدعومين بقوى خارجية.
ضحكت كثيرا على فقرة بثها التلفزيون المصري لفتاة مصرية ألقي القبض عليها في المظاهرات المناهضة للانقلاب العسكري بمصر وهي تعترف بأنها تلقت تدريبات على حمل السلاح في قطر وإسرائيل لكي تزعزع النظام في مصر، وكأن النظام في مصر يعتقد فعلا أن بث تلك الفقرة «سيأكل في عقول المصريين حلاوة» ويصدقون أن إسرائيل هي من يقف وراء اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة وهي – أقصد إسرائيل- من دعمت النظام المصري طيلة 30 عاما وكانت تتمنى بقاءه وليس زواله كما تروج الماكينة الإعلامية المصرية أيام النظام السابق والحالي لكي تستجدي تعاطف الشعب المصري ومليارات الخليج.
ونفس التصريحات أتت من الرئيس اليمني السابق علي صالح بأن الثوار تدعمهم قوى وأجندات خارجية، والنظام الإيراني ما زال يبطش بالشباب في الحرم الجامعي بكل ما أوتي من قسوة وبطش بحجة أنهم مدعومين بقوى الاستكبار العالمي والصهيونية العالمية، وبالأمس القريب ردد نفس الكلام الأهبل بن الأهبل المهندس سيف الإسلام القذافي الذي ساق نفس التهم للجماهير الغاضبة في ليبيا.
إن المنطقة تمر بمخاض كبير، ويبدو أن حجر الدومينو التونسي الذي سقط في البداية ستتبعه أحجار أخرى كثيرة ولن تتوقف عند مصر أو اليمن، ولكن نتمنى أن ينتج من ذلك المخاض مجتمعات وعقليات تختلف عن السابق، فالعرب يستحقون أن تواكب عقولهم العالم المتحضر بعد أن جثمت عليها قيادات ظالمة مظلمة عزلتها عن العالم وخوفتها من الحياة المدنية والعلم والتكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديث بحجة أنها رجس من عمل الشيطان وأن من يستخدم الفيس بوك كمن أتى ساحرا أو عرافا ولن تقبل له صلاة 40 يوما.
يا جماهير أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج ، اعلموا أن إسرائيل عندها من المشاكل الداخلية ما يمنعها من تدبير المؤامرات للحكام العرب فلا وقت لديها تضيعه لخلع زعيم هنا أو زعيم هناك، باختصار يا عرب : إسرائيل ما درت عنكم.
تعليقات