لم يعد للثورة السورية جدوى!.. بنظر صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 656 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  ثورة غلبها غلاب

صالح الشايجي

 

تشهد كتابات كثيرة لي في هذه الزاوية على مناصرتي الشخصية للثورة السورية في بدء انطلاقها ومديد من الوقت بعد البدء، مثلما ناصرت قبلها الثورات التونسية والمصرية والليبية واليمنية، وذلك من منطلق الوقوف مع المظلوم ضد الظالم، وكذلك لإيماني أن الحكم الجمهوري لا يتمدد الى الأبد وأنه يقوم على مبدأ تداول السلطة، وهذا مع الأسف ما لم يتحقق في تلك الجمهوريات فاستحقت الثورة عليها من قبل شعوبها.

وأخص بكتابتي اليوم الثورة السورية بالذات والتي تجاوزت بتمددها الزمني الذي ناف عن السنوات الثلاث مفهوم الثورة لتتحول الى حرب طاحنة طحنت جموعا بشرية زادت على مائة وخمسين الف قتيل وملايين المشردين في الداخل ومثلهم ملايين اللاجئين في الخارج يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في جو من الخوف والرعب والجوع والمرض والمجهول.

أعزة قوم أذلتهم هذه الحرب وآمنون مطمئنون أخرجتهم من بيوتهم ووطنهم ليهيموا على وجوههم يسلمهم ليل الى نهار ونهار الى ليل.

والمنطق والعقل والضمير الإنساني كل هذه تقول انه لم يعد لهذه الثورة «الحرب» من جدوى وأنها بعيدة كل البعد عن الأهداف التي انطلقت من أجلها، فلا حرية سينالها الثوار ولا عدالة ستتحقق وأن النظام السوري قوي ولن يستسلم وهو قادر على الاستمرار في طحن الثوار وله أعوان أقوياء مثل روسيا وايران وحزب الله وليس يشكو من نقص لا في السلاح ولا في الرجال.

وعلى الجانب الآخر، جانب الثوار، نجد أن صفوفهم مرتبكة وخطواتهم متعثرة ومخترقون من قبل مخابيل السلاح الذين كلما سمعوا سيفا يقرع سيفا هبوا الى الموت، فامتلأت صفوف الثوار بشذاذ الآفاق من كل حدب وصوب ومن مشرق الأرض ومغربها وجاءوا بالجواري وشرعوا «نكاح الجهاد» وصاروا محل تندر للعالمين.

وصفوفهم السياسية ليست بأفضل من صفوفهم العسكرية، فلقد طابت لأعضاء مجالسهم الراحة والدعة وسكنى الفندق الفخمة واستيطان العواصم الباردة، وطاولتهم الشكوك بذممهم المالية.

والثورة صارت ثورات، حكومة الثوار تعزل قائد الجيش الحر وتشكك فيه وهو يرفض القرار ويوجه الاتهام الى رئيس الحكومة بالسطو على التبرعات!

الخلاصة لا بد للحس الإنساني والوطني أن يتحرك لدى الثوار بضرورة القاء سلاحهم والتسليم والتيقن بعدم جدوى الاستمرار في هذا العبث الدموي، سوى مزيد من الدم والدمار، ولا بد من إيجاد وساطة على مستوى دولي تتم من خلالها مصالحة وطنية، تضمن عدم الملاحقة ويعود كل الى بيته ومزرعته ومصنعه لتبدأ مرحلة بناء ما تهدم.

الثورة ليست عنادا وليست صيحات هستيرية، النوايا شيء والواقع شيء آخر!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك