'تخلف وردة'.. مشاري العدواني منتقداً التهديد بسحب جنسية المعارضين
زاوية الكتابكتب يوليو 15, 2014, 11:07 م 1234 مشاهدات 0
عالم اليوم
تم النشر / إهانة للشعب!
مشاري العدواني
في يونيو عام 1982 عندما كانت الكويت كلها في وقتها، تتابع بطولة كأس العالم لكرة القدم، المقامة في اسبانيا بسبب مشاركة الأزرق، اول ممثل للخليج العربي في تلك البطولة، ولد (حسين) لأب سوداني وأم كويتية، وبعد أشهر قليلة طلق السوداني زوجته ! فتمت معاملة حسين كأي كويتي، حاله حال أبناء الكويتيات، فكبر ودرس بمدارس الكويت وقبل بلوغه السابعة عشر، جاءه وأمه الخبر السعيد، تم تجنيسه بالدفعة الاخيرة من المجنسين، وجاءه الخبر السعيد الثاني تم قبوله في كلية العلوم السياسية في جامعة الكويت، التي تخرج منها بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، لكن طموح حسين كان السمـــاء، فراسل جامعات عالمية، الى ان جاءه الخبر السعيد الثالث في حياته تم قبوله، في اعرق كلية حقوق في العالم بجامعة هارفارد الامريكية، التي تخرج منها فبات حسين يحمل شهادتين لا واحدة، فازداد طموحه طموحا، عندما بلغ حسين الثانية والثلاثين عاما،أي في عام 2014 وبصفته ناشطا ومثقفا وأكاديميا، ويفهم أكثر من ثلاثة أرباع، من هم على كراسي المسؤولية، طالب حسين بأن تكون رئاسة الوزراء بالانتخاب، بعدما شاهد بلاده تصل لمرحلة التردي، على جميع المستويات، بل وأعلن نفسه كأول مرشح شعبي لرئاسة الوزراء، فأيده في مطالبه العديد من ابناء الشعب، بعدما سمعوا منه برنامجه وخططه،لتطوير وطنه،فاجتمعت السلطتان التشريعية والتنفيذية، لأن مطالب حسين بالنسبة لهم، تمثل مؤامرة !
فعمد نواب ( ..... ) الى تحريض الحكومة لسحب جنسية حسين، فتمت الموافقة على الإجراء الشاذ، وسحبت جنسية حسين وقالوا له ارجع لوطن أبوك في السودان، وخله يضفك يا (طرثروث) يا عديم المواطنة، ياللي وكلناك وشربناك وعلمناك يا عدو يا خائن!!
... تخيلوا بانه هناك حسين مو كويتي لكن نفس احداث حسينوه،أب أفريقي، ونفس شهاداته، لكنه عندما بلغ عمره 46 عاما، وأعلن خوضه انتخابات الرئاسة في بلاده، لم يقولوا عنه طرثروث، ومؤامرة بل نجح وأصبح اول رئيس مجنس، وأول رئيس اسود، انه باراك حسين أوباما رئيس أقوى دولة بالعالم أمريكا !
... معظم القوانين في دولة الكويت أكل الدهر عليها وشرب، لا بل بعض القوانين ما زالت نصوص الغرامات فيها بالروبية الهندية، من شدة تخلفها و ردتها في هذا الزمن، ومنها قانون الجنسية الذي صدر قبل 55 سنة !!
عيب عليكم يا طلابة الإنجازات والتنمية وتحويل الكويت الى مركز مالي وإنساني، بأن تستخدموا هذا القانون البالي كعصى، ومطاعات، وأداة من أدوات قمع لكل كويتي بالتجنيس عارضكم !
انه تخلف وردة وانتقاص للكرامة ليس فقط للأشخاص المستهدفين حاليا،بعد بيان مجلس الوزراء، بل لكل كويتي مجنس، فأنتم كمن يقول لكل هؤلاء، انت كويتي لكن بحدود، وإذا وصلت للمعارضة الشرسة لنا، بكل بساطة نسحب جنسيتك !!
قانون الجنسية البالي سقط عام 1990 فالمحتل لم يفرق بين كويتي مادة أولى، ومادة ثانية، وقوافل الشهداء والأسرى لم تقتصر على الكويتيين مادة أولى، والجيش الكويتي الذي دافع وشارك بمعركة التحرير لم يقتصر على الكويتيين مادة أولى، والشعب الكويتي الذي انقسم بين لاجئين وصامدين لم يقتصر على حملة المادة الاولى ... افا بعد كل هذا نعود للوراء 55 عاما ونشطب التاريخ ؟!!
تعليقات