السريع يخص ((الآن)) بكلمات الوحدة الوطنية

زاوية الكتاب

تطبيق القانون على الكبار قبل الصغار ومحاسبة المسيء لتحقيق العدالة

كتب 1833 مشاهدات 0


خص الكاتب والأديب الكويتي الفائز بجائزة الدولة التقديرية عام 2012 الأستاذ عبدالعزيز السريع بمقال عن الوحدة الوطنية، كما يلي:

عندما تعرضت الكويت للغزو الغاشم في 2 أغسطس عام 1990م ظهرت بوضوح النزعة الوطنية واختفت الخلافات وساد جو من الوئام والتفاهم وبرزت روح التضحية من أجل الكويت وتنادت جميع القوى المجتمعية لتتآزر دفاعاً عن الكويت مع شعور وطني قوي .. وقد بلغ الأمر بالبعض أن ضحى بنفسه وخاطر بأسرته من أجل الكويت .. وقد لاحظنا التفاف الكويتيين بكل مكوناتهم وقواهم حول القيادة السياسية .. سواءً كان ذلك في الداخل عن طريق المقاومة المسلحة ورفض التعاون مع المحتل بأي صورة من الصور .. أو في الخارج عندما تجلت الوحدة الوطنية بأبهى صورها بالالتفاف حول الأمير في مؤتمر جدة في أكتوبر 1990 . لقد اختفت الصراعات السياسية والمصلحية واختفت الاتهامات المتبادلة وساد الوئام والمحبة والتضحية من أجل الكويت وأهلها . واختفت المناكفات الطائفية والاجتماعية والمناطقية والسياسية .. وتوحد الجميع لنصرة الوطن دون سواه .. يقول الدكتور طارق البشري في كتابه الجماعة الوطنية - كتاب الهلال إبريل 2005م : ' إن الجماعة الوطنية تتوحد عناصرها وتتماسك قواها بقدر نهوضها الجمعي للدفاع عن مخاطر الخارج عليها والذود عن أرضها وعن ثوابتها الفكرية وعن مصالحها السياسية والاقتصادية بعيدة المدى ' .

إن تيار التفكك والانقسام ينمو مع ضغط التدخل الخارجي وتيار المصالحة والاندماج في اللحمة الوطنية ينمو مع قوة المواجهة الوطنية لهذا النفوذ الخارجي ، لست بحاجة للإشارة لما يجري حولنا وما يتهددنا من أخطار باتت واضحة جلية .

ولعل الوضوح والشفافية السبيل الأسرع في إعادة اللحمة ومواجهة الانقسام .. وقد قال حضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله :( إن القانون سيطبق على الجميع ) .. وقول رأس الدولة الذي يحظى بمحبة الناس وثقتهم نبراس لأجهزة الحكم للعمل على ترجمة أقوال الأمير بل أوامره إلى إجراءات ماثلة للعيان .. بأن يطبق القانون على الصغير والكبير وأن يتم إعلان ذلك بوضوح .. فليس من المقبول بعد هذا أن نتحدث عن تجار الإقامات ولا نعلن ماهيتهم والأحكام الصادرة ضدهم أو أن نعلن عن كميات اللحوم الفاسدة المصادرة .. ولا نعلن اسم التاجر المجرم الذي حلل بيعها لبني وطنه ، كما أنه لا يجوز الحديث عن فساد بعض كبار موظفي الدولة وملاحظات ديوان المحاسبة تؤكد ذلك ونكتفي بإحالتهم للتقاعد دون الإعلان عن الاسم والعقوبة .. إن الشعور بالمواطنة لدى الجميع وتعزيز اللحمة الوطنية يبدأ بتطبيق القانون على الكبار قبل الصغار والرد على الشبهات بالحقائق دون سواها .. والسعي للضرب بيد من حديد على الذين يشيعون عدم الثقة ويتهمون الناس دون تمييز بالفساد وخراب الذمة دون دليل .

لقد أصبح الكويتيون يتندرون ويسخرون حتى من الأغاني الوطنية فهم حين يعبرون عن امتعاضهم يقولون :' هذي الكويت صل على النبي !!! ' .

إن ترسيخ مفهوم الوطنية وتعزيزها يأتي عن طريق العدالة وتطبيق القانون ومحاسبة المسيء .. ولا شيء مثل المكاشفة والصراحة والرد على الشبهات بالمستندات والأدلة أو الاعتراف بالخطأ إن وجد ومحاسبة المسيء .

إن الكويت أمانة لدى هذا الجيل فليعمل على تسليمها للجيل التالي وهي بأحسن حال كما تسلمها من أسلافه .. أما تعزيز المواطنة والشعور الوطني عن طريق المدرسة والبيت فإنها قائمة وجيدة .

وربي احفظ الكويت وأهلها من كل سوء ..

عبدالعزيز السريّع

يــوليــــو 2014م

الآن - كتب: عبدالعزيز السريّع

تعليقات

اكتب تعليقك