نظرة سريعة في شعر وطني! بقلم عبدالكريم الشمري

زاوية الكتاب

كتب 729 مشاهدات 0


يسهل الكلام عن شخصية الأمير عبدالله الرشيد ويصعب جدا الإنتهاء منها لكثرة خصال هذا الرجل الحميدة وتعدد مواهبه…ونبوغه الذي ساعده على تأسيس إمارة آل رشيد في حائل التي دامت لما يقارب القرن…والناظر لجوانب شخصية الأمير عبدالله المتجسّدة في شعره يجد بأن أبرز الأسباب التي ساعدته على تأسيس الإمارة فهمه العميق لعلاقة الإنسان بالأرض وسبره لأغوار النفوس البشرية…فالأمير عبدالله الرشيد يعلم بأن مكانة الأرض تُستمد بالدرجة الأولى من مكانة ساكنيها وتأتي بعد هذه الحقيقة الأسباب المكملة لها…يقول الأمير رحمه الله:

لي ديرة مابه حذا البرد والجوع…

لولاي صفيته بضرب الهنادي…!

حميتها عن كل دوار مطموع…

حي نصبحهم وحيٍ نهادي…

فديرته التي لم تكن تملك أبسط مقومات الحياة الكريمة ولا يوجد بها سوى البرد والجوع أصبحت  في يومٍ ما أقوى عاصمة في شبه الجزيرة العربية وأصبحت مآوى المحتاجين والضعفاء واللاجئين والرحالة والباحثين…لأنها استمدت عزها من عز حاكميها وساكنيها…ويقرر الأمير هذه الحقيقة بقوله:

كم خيّرٍ لاجي لنا يشكي الجوع…

حاديه من لوعات الأيام حادي…

لو ما نعرفه راح منا بمنفوع…

من راس مالٍ نجمعه للنفادي…!

……

ويقول كذلك رحمه الله واضعًا منهجًا متكاملًا لإدارة الدول والشعوب:

ولحدٍ يطيع إلا السير ممروع…

وإلا بضرب مصقلات الهنادي…

ففي هذا البيت يقرر حقيقة واضحة ولكن وضوحها لم يُستوعب كما يليق به عند الكثير…فالناس بطبيعتهم البشرية لا يخرجون عن هذين الصنفين…منهم من ينقاد للدولة  بسبب عدلها وعطاءها المتدفق للشعب ومنهم من ينقاد خوفًا من سطوة القانون…فهم ما بين راغب وراهب…!

ويقول رحمه الله مبيّنا كيف تحفظ مكانة الدولة بين الدول:

الدار مثل البنت يكشف مغطّاه…

لا صار ما تدرا عواقب رجاله…!

فالدولة التي تخلو من الرجال الذي يذودون عن حماها ويسترخصون الأرواح دون شرفها ستصبح مرتعا خصبا لكل باغٍ يعيث بها فسادًا وتدميرًا…!!

رحمه الله الأمير فقد أخذ مكانة في التاريخ المعاصر لا يزاحمه فيها إلا نوادر الرجال…!

عبدالكريم دوخي الشمري

كتب: عبدالكريم دوخي الشمري

تعليقات

اكتب تعليقك