المناصب المُحصنة لن تنفع 'مجاميع الفساد'!.. برأي تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 467 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  'ويذرهم في طغيانهم يعمهون'

د. تركي العازمي

 

في ثاني أيام عيد الفطر المبارك تحدث بعض ضيوف ديوانية أحد الزملاء عن بعض رموز الحراك السياسي ونزههم عن «الخطايا» وسألته عن بعض الأسماء التي ذكر!

لم أدخل في جدال معه لأن البعض وإن حاولت توضيح الأمور يظنك «انبطاحي» سواء كانت مع أو ضد الجهة «المقذوفة» بسهام الغيبة!

بعد أن خرجوا ذكرت للحاضرين ان الكويت ابتلاها بمجاميع تهاجم كل من يختلف معها على حق وعلى باطل والأمثلة كثيرة في عالم «تويتر» والمواقع والمنتديات و«الحشمة» لأخينا صاحب الديوان والحضور الكريم والمجالس فيها صالح وطالح والترفع عن صغائر الأمور فضيلة!

الشاهد انني ذكرت لهم مواقف البعض ممن امتدحتهم تلك المجموعة المؤزمة حسب وقائع التاريخ منذ العام 1985 وعندما واجهني البعض معاتبا «ليش ما رديت»! كان الرد في الآية الكريمة «ويذرهم في طغيانهم يعمهون»... وأطلب لهم الهداية وحسن السبيل!

لقد أنزل الله تعالى في محكم تنزيله الآية « فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون» حين كذب كفار مكة بعذاب الآخرة!

إنهم يعلمون انه لا يدخل الجنة نمام... إنهم يعلمون ان الله عز وجل أمر بالعدل والمساواة التي سطرتها السيرة النبوية ورغم هذا وذاك «يتشدق» البعض ويشعرك بأنه العالم بالأمور ولا حول ولا قوة إلا بالله!

يعلم أصحاب القرار بأن «الفساد مستشر» وأن أكثر قيادييهم «خواره» كما فصلنا في المقال السابق والأمور توكل لغير أهلها والصالح لا مكان له ومن الأثر هذا النهج يؤدي إلى هلاك الأمة!

إذا كنت تجني الأموال وتدني من أحببت وتنحي من يبحث عن تقويم الاعوجاج من نافذة وطنية صرفة لا ينتظر من عمله جزاء من البشر... فأنت ملاق ربك عاجلا أم آجل: فلا تكابر؟

أمم كثيرة شهدت انتكاسات وبعضها لا ذكر له اليوم بعد أن بطشت بالصالحين وصار الفساد قياديا علامة لإدارة شؤونهم!

نستوعب الدرس أم نظل على «طمام المرحوم» فهذا ليس ما نعنيه. إننا نوجه الرسالة لكل صاحب قرار مسؤول عن إدارة شؤوننا في قطاعات الدولة العام منها والخاص!

إنها رسالة خالصة نذكرهم بها من قلب ناصح بعد أن عمت السلوكيات الخاطئة وأسيء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتفرقت الجموع بين «معاهم معاهم» و«عليهم عليهم» وأفرغت العقول من أي وسيلة فيها احتكام لعاملي العقلانية والرشد من منظورإسلامي!

كلنا مؤتمنون على أمور معينة تبدأ من الخاصة إلى العامة مرورا بالمصداقية في الطرح وحسن الأدب! كلنا نعيش اياماً معدودات... كم من العمر تبقى لك؟

اللهم إنني كتبت هذا المقال لوجهك الكريم بعد أن عرضت صوراً للفساد من نافذة محايدة ولم أجد آذانا صاغية، ولا أملك سوى الدعاء لهم بالهداية ومن أسرف في «الخوض واللعب» وانطبقت الآية الكريمة على عنوان هذا المقال عليهم «ويذرهم في طغيانهم يعمهون» فأنت يا عزيز يا جبار الملاذ الأخير لنا!

الصحوة تبدأ فردية وتصبح جماعية إن كتب لها الله ذلك... والأيام دول فلن تنفع «مجاميع الفساد» المناصب التي تحصنوا خلفها لتنفيذ مصالحهم وتسهيل مهام «جماعتهم»، ولنتذكر على الدوم ما جاء في الأثر «قل لمن يخلص: لا تتعب!... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك