'في رحلة البحث عن الذات' بقلم أماني العدواني

زاوية الكتاب

كتب 4214 مشاهدات 0

صورة تعبيرية - من صفحات البحث

أطول وأصعب رحلة في حياة الانسان هي تلك الرحلة التي يقضيها الانسان في البحث عن الذات ، وتحقيق الأمنيات وتقييم الانجازات، وتعويض الخسائر والاخفاقات ، وتفوق الايجابيات على السلبيات، وتحديد الأولويات الحالية ،والتركيز على الأهداف المستقبلية ، وتحقيق الأماني الشخصية ، هي أيضا رحلة البحث عن الكمال والوصول للمثالية ، رحلة يقضيهاالإنسان بين رغبات الأنا وقدراتها، وصراع بين الأمل الجميل والواقع المرير ، والصراع بين ما يريد أن يكون وبين ما لا يستطيع أن يكون ، والسباق بين الأحلام الوردية والظروف الواقعية ، فهل تلك المحطة التي يقف عندها هي مبتغاه وجل أمله ورضاه ؟وهل هو نفسه الشخص الذي تمنى أن يكونه يوما ؟ وهل ذلك الدرب الذي يمشي على أعتاب ممراته قد كان باختياره ورضاه؟.... وهل أكرم تلك الذات بما تستحقه من احترام وتقدير ، وهل عوضها وداراها إن كانت قد تعرضت لجلد أو نكران أو تقصير؟ و بينما هو غارق في البحث في أعماق محيطات الأمل ومنهك في التسلق لقمم الرضا و محاولة الوصول لذروة تحقيق الأمنيات وارضاء تلك الذات ، وعندما يكون قد قطع شوطا كبيرا في تلك الرحلة تتعالى من حوله الكثير من الأصوات السلبية والمحبطة ، منها ما يتهمه بالطمع ومنها من يناديه بالجشع ومنها من يصفه بالفشل وغيرها من ينعته باللامسئولية، ومنهامن يذكره بالسلبيات الماضية ويعيب عليه تجاربه القاسية، ومنهم من يجعل اخفاقاته السابقة وفشله في التجارب الماضية مقياسا وذريعة لفشل تجارب الآخرين ، من بين تلك الأصوات أيضا أصواتا خافتة ولكنها ايجابية تبعث في النفس الحماس وتحثها على الوصول والتشبث بالأمل ...فمن أراد أن ينجح فليتوكل على الله وليكمل الرحلة ومن أراد أن يصل فلينتقي الأصوات التي تساعده على الوصول باحترافية...فلتكن لنا نفوسا تواقة كعمر بن عبدالعزيز الذي قال ( إن لي نفساً تواقة ، ما تمنت شيء إلا نالته ، تمنت الإمارة فنالتها وتمنت الخلافة فنالتها ، وأنا الآن أتوق للجنة وأرجو الله أن أنالها )
أماني علي العدواني

الآن - رأي: أماني العدواني

تعليقات

اكتب تعليقك