ابو الحارث كان ضيفي .. بقلم محمد سعد البنوان
زاوية الكتابكتب أغسطس 5, 2014, 8:25 ص 1517 مشاهدات 0
قد يكون ثالث ايام العيد يوما روتينيا في حياة الكثيرين منا أليس كذلك ..؟ ربما .. ولكن الامر ليس هكذا بالنسبة لي فهذا اليوم هو الوقت الذي اخترته لاستضافة عدد من الاصدقاء والمشايخ ممن جمعتني بهم صحبة دامت لبرهة من الدهر . جميلة تلك اللحظات التي تسعى من خلالها للتواصل مع اصدقائك القدامى . لحظات رائعة تقلب من خلالها صفحات دفتر الذكريات مستذكرا خلالها ما مضى من حياتك على امل ان تكون نبراسا لمستقبلك ولما هو آت .
. هذه هي الحياة مدرسة تستسقى منها العظات والعبر بالفعل هي مدرسة ونحن طلابها بل وبناؤها وبين النجاح والفشل تتقلب بنا السنون بين اسوارها الى ان نغادرها ليبقى ما قدمناه في مسجلا في دفاترها لمن هم خلفنا ..
وحتى لا اطيل عليك ايها القارئ الكريم فقد استضفت للمرة الاولى ابو الحارث حمد سنان احد المشايخ الاشعريين في البلاد قد يكون الامر غريبا كيف لكاتب سلفي ان يجلس بجوار شيخ اشعري وهل الخلافات العقائدية بين السلفية والاشعرية في اصول العقيدة ام بفروعها و هل التعاون بين السلفية والاشاعرة والصوفية وغيرهم لما فيه صالح الامة مقبول شرعا ام لا ..؟ اسالة كثيرة بحاجة لاجابات وافية تتعدى مساحة هذا المقال وليس محدثك باهل ان يجيب عنها بل الامر متروك للعلماء
وباختصار فقد كان لجهود ابو الحارث في دعم الثورة السورية العامل الرئيس في تعرفي به وبعد تغريدتين بالتويتر ومكالمة هاتفية دعاني مباشرة لديوانه في منطقة مشرف لتبدا رحلة التعرف على الرجل عن قرب حتى اتى يوم الاربعاء الماضي والذي شهد قدومه لديوانيتي كان محور نقاشنا ما الت اليه الامور في الشام حديث طال لبعض الوقت ولكن الاتفاق كان على محوره واساسه ببساطة نحن نتفق ان بشار طاغية وان اهل سوريا من السنة مظلومون ويجب نصرتهم نقطة .
اذا يبقى الحديث عن التفاضيل وما هو دورنا في الحقيقة ان الخلاف بين السلفية والاشاعرة خلاف في اصول العقائد لا ينكر بل ان ما في بطون الكتب من ردود محاججات لا يخفى على اي طالب علم ادرك جزءا من واقع هذا الدين وهذا الامر مفروغ منه لا يمارى به ولا يدارى ولكن هل من مجال لتوحيد صف الجماعات الاسلامية على قضية بها نصرة للدين مؤقتا لحين الانتهاء منها ..؟
في الحقيقة ان هذا هو المشروع الذي يسعى اليه ابو الحارث حاليا فما جرى في العراق وسوريا واخير في لبنان ينذر بانتقال عدوى التسلط الايراني الينا عبر شعار مذهبي بمعنى ان هذا التسلط لن يفرق بين احد ينتمي لاهل السنة والجماعة مهما كان مذهبه ولهذا فان جمع كلمة المسلمين حاليا والتعاون في النصح والارشاد والدعوة والتحذير من هذا المخطط لا بد وان يكون شعارا للمرحلة القادمة والا قد يكون لسان حالنا اكلت يوم اكل الثور الابيض ...
هذا الامر يدعو الى جمع طائفة من المشايخ والعلماء ممن لهم كلمة مسموعة في المجتمع لوضع اسس لا تتعارض مع العقيدة السلمية لجمع الكلمة في هذا المجال ولو مؤقتا وربما ان تكون بداية لجمع كلمة المسلمين حول العقيدة الحقة التي ارتضاها الله تعالى ..
قد يكون هذا المشروع مثاليا وغير قابل للتطبيق مؤقتا ولكن الله تعالى قد يبارك فيه ونرى بعضا من ثمراته عاجلا او اجلا خصوصا في هذه المرجحلة المفضلية
وكضيف ومستضيف اقول امض يا ابا الحارث وفقك الله لما يحب فان كان بهذا الامر خير فاسال الله تعالى ان يمضيه وان كان فيه غير ذلك فاسال الله ان يدبلنا واياك خيرا منه
محمد سعود البنوان
تعليقات