أنور الرشيد يكتب: سحب الجنسية... إعدام خارج إطار القانون
زاوية الكتابكتب أغسطس 5, 2014, 4:53 م 1001 مشاهدات 0
لم تعد حقيقة استخدام سياسة سحب الجنسية وتجريد المواطنين من هويتهم الوطنية في مختلف دول مجلس التعاون الخليجي مجرد حالة عابرة أو حالة استثنائية، وإنما أصبحت سياسة عامة تُتبع مع كل معارض لرأي الحكومة، أقول معارض للحكومة لأن كل من سحبت جنسياتهم أما سياسيين أو إعلاميين وهذا ما حصل ولازال يحصل وسيحصل أن لم ننبه بأن هذه السياسة ترتقي لجريمة إبادة جماعية وحكم بالإعدام خارج نطاق القانون، وبكلا الوصفين حُكم من يرتكبهما في القانون الدولي السجن قد يصل لمدى الحياة.
نحن في دول الخليج نتحجج بحجة أن هذا حق سيادي للدولة، نعم أنه حق سيادي للدولة ولكن في نفس الوقت استخدام هذا الحق ضد خصوم سياسيين وإعلاميين لا يعتبر حق وإنما يعتبر جريمة تعسف باستخدام الحق أو استغلال المنصب لتصفية خصوم ناهيكم عن أن ذلك يعتبر انتهاك لكافة الاتفاقيات التي وقعت عليها الدول الخليج خصوصا فيما يتعلق منها باتفاقيات حقوق الإنسان واتفاقيات أخرى ذات صلة، في الآونة الأخير أصبحت دول الخليج تُصدر قرارات تُجرد فيها مواطنيها من هوياتهم الوطنية الجنسية وهذا يعني حرمانهم من كافة حقوقهم الإنسانية كحق السكن والتعليم والعلاج والعمل، نعم يُحرم المواطن من هذه الأساسيات المكفولة له في كافة الشرائع السماوية والوضعية، والمصيبة الأعظم أن قرار تجريد المواطن من جنسية لا ينسحب على المعارض فقط وإنما ينجر على أسرته وأقربائه وحدث ذلك مع عضو مجلس الأمة المبطل في الكويت البرغش والإعلامي الجبر، أي أن لا تزر وازرة وزر أخرى، هنا يكون الإعدام والإبادة الجماعية قد اكتملت أركانُها في الذي يتم ممارسته بشكل رسمي بحجة الحق السيادي.
والأمّر من ذلك لا الحكومات لجئت للقضاء لتقاضي من تدعي بأنهم أخلوا بالأمن ولا يحق للمواطن اللجوء للقضاء للتظلم من القرار، في دولة الإمارات مع الأسف الشديد تم تجريد مواطنين من جنسياتهم وتتواتر أنباء عن تجريد عدد من المواطنين لهوياتهم الوطنية أيضاً، وفي البحرين أصبح تجريد المواطنين من هوياتهم الوطنية أحدى العقوبات والغريب يطالبونهم بإيجاد كفلاء لهم، كيف يطلب من لا هوية له أيجاد كفيل له؟ أو كيف لي أن اكفل شخص مُجرد من الهوية أي شخص موجود من العدم؟
أن مواجهة المعارضة السياسية لا تكون بهذا الأسلوب القسري الذي سينتج عنه احتقان سياسي أكثر مما هو حاصل الآن وستتطور الأمور لمستويات قياسية وأن كان هناك من يعتقد بأنه مُسيطر على الأمور فهو واهم لأن بعد كل هذه التطورات على الساحة العربية لم يعد هناك أي ضمانة باستقرار أي مجتمع، لذلك أرجو صادقا وناصحاً بأن تعي دول الخليج حقيقة أن زيادة الضغط يولد الانفجار الذي لا يمكن لأي أحد التكهن بمستواه ومداه خصوصا وإننا نعيش كما يذكرون دائما بخطاباتهم 'وسط بحر متلاطم الأمواج' وهي الجملة التي تتكرر في جميع الخطابات منذ أكثر من ثلاثة عقود ولا يبد بأن هذه السياسات قادرة على إعادة الهدوء الأمواج البحر لا بل ستزيدها هيجاناً.
تعليقات