الإيحاء السلبي .. بقلم يوسف الكندري

زاوية الكتاب

كتب 1237 مشاهدات 0


مِنٓ المخجل أن تربية الأطفال في دول الوطن العربي تأتي عن طريق الإيحاء السلبي ، فهُناكَ بعض الأهالي يقنعون أطفالِهم بشيء خاطئ في السنوات الأولى من حياة الطفل حيث تُقذف في وجهه عبارات سلبية وكلام جارح والنعت بصفات بذيئة من قبل الأب والأم والأخ الكبير والأخت والأهل جميعا وأيضا المُعلم والمُعلمة داخل الفصل الدراسي حيث هُم مصدر خطر بعد الأبوين.

فالإيحاء هو أن تقنع الشخص بشيء ا كصفه مثلا غير موجودة به ولكنه يقتنع بها ويصدق بأنها من صفاته، ولاحظ سرعان ما سيقتنع برأيك خصوصا إذا كنت أكبر منه سِنًا وأسلوبك مقنع في الحديث.

فالإيحاء السلبي احد أنواع الإيحاء وله أضرار عديدة وخاصة في بداية تكوين شخصية الطفل ومن أكثر الإيحاءات السلبية المتداولة عند المربين هي:

أولاً : تكرار العبارات المحبطة على مسامع الطفل : أنت غبي / أنت كاذب / أنت مُهمل /  أنت عنيد / أنت كسول / أنت لا تفهم / أنت .... أنت .... أنت ... أنت!

ثانيا: تهميش شخصية الطفل وكيانه: قُل نعم فقط ولا تجادل / إذا الكبير فالسن تحدث أنت تصمت / اصمت ولا تتكلم ....... الخ

ثالثا: زرع الخوف والرهبة: لا تذهب إلى هناك لكي لا يسرقك اللص / سوف أتصل على الشرطي لكي يأخذك ويلقيك في السجن / لا تذهب بعيدا لكي لا يأكلك ( حيوان ما ) أجلكم الله .... !!

فالأمثلة لا تحصى وإيحاءات الأفراد من حول الطفل لا تعد

فعندما يكبر هذا الطفل وهو مغروس فيه تلك العبارات، يقوم بتصديقها بل حتى يتصرف في أمور حياته اليومية بناء على هذه الإيحاءات وليس على حقيقة ما هو عليه حيث انه لم يتحدث مع الأشخاص الكبار ولم يستكشف العالم من حوله ، زرع فيه الخوف من مصادر الأمان كالشرطي مثلا ،تدني تحصليه الدراسي ،عدم قدرته على اتخاذ القرار وغيرها وبالتالي أنتجنا أفراد ضعفاء الشخصية معدومي الهوية وجودهم في المجتمع كفرد غير قادر على الإنتاج ولا قادر حتى على ان يستهلك بل فرد ضعيف فقير الذات يحتاج العون .

هل هذه تربية!!!!

يوسف علي الكندري

مُعلم في علم النفس

الآن - رأي: يوسف الكندري

تعليقات

اكتب تعليقك