'السيسي' وضع مصر أمام مرحلة انتقالية جديدة!.. هكذا تعتقد فوزية أبل

زاوية الكتاب

كتب 482 مشاهدات 0


القبس

مصر.. والاستحقاق الانتخابي

فوزية أبل

 

استحقاق ثالث ينتظر مصر في اطار «خريطة الطريق الانتقالية»، التي تتداخل فيها النجاحات والاخفاقات، وفي ظل التأثيرات المتفاوتة لأحداث المنطقة على الداخل المصري.

الاستحقاق الأول كان اقرار الدستور، وهو ما حصل فعلاً. والثاني الانتخابات الرئاسية التي حملت المشير عبدالفتاح السيسي الى الرئاسة.

والآن فان الانتخابات البرلمانية هي القضية الشاغلة للشارع المصري، في ظل مواقف متباينة، سواء بشأن تسريع الموعد أو تأجيله، أو بشأن قانون الانتخاب وحجم الدوائر (التعديل أو عدمه)، الى جانب التمثيل العادل لبعض الفئات المهمّشة، مثل المرأة والشباب والأقباط.

الرئيس المصري استطاع، على الرغم من المصاعب ومن الخلافات والاحتجاجات، أن يضع مصر أمام مرحلة انتقالية جديدة، وأن يفتح النقاش حول ملفات شائكة وبأقل قدر من التشنّج، لكن هناك العديد من المشاكل الأمنية والصعوبات الاقتصادية، وحتى التوتّرات السياسية، تنتظر تبلور الصيغة المتكاملة لانهاء المرحلة الانتقالية.

لقد عاد الجدل السياسي بشأن تقسيم الدوائر الانتخابية والنظام الانتخابي، فهل المطلوب هو اعتماد النظام الفردي، أم القائمة النسبية، أم النظام المختلط؟ وهل من الأفضل تصغير الدوائر، أم توسيعها وزيادة عدد النواب؟

المناقشات تجرى في مختلف الأوساط المصرية، فضلاً عن وسائل الاعلام ووسائل التواصل. فالمطالبون «بعدم التسرع» في اجراء الانتخابات هم الخائفون من عودة الاخوان المسلمين الى الساحة بقوة، حتى لو كان القانون يمنع الرموز البارزة للتنظيم من الترشح، لأنه قد يتسلل الى المعترك مرشحون من «محبي الاخوان ومناصريهم»، ولو كانوا من خارج التنظيم، مع ما يحدثه ذلك من تبدّل في المعطيات السياسية، اضافة الى رفض القوى الشبابية والمدنية عودة فلول النظام السابق الى المشهد السياسي في مصر.

في المقابل، يعتبر آخرون أنه لا بد من اجراء انتخابات برلمانية، بعد اجراء اصلاح انتخابي وتحديد الدوائر، ففي رأيهم أن حل المشاكل الأمنية واطلاق عجلة المشاريع الانمائية وغيرها، تتطلب وجود البرلمان. وهم أيضاً يسلّطون الأضواء على انتشار ظواهر، مثل سرقة السيارات والتحرش الجنسي والاغتصاب، فضلاً عن الانقطاع المتزايد للتيار الكهربائي اكثر مما كان عليه خلال حكم الرئيس محمد مرسي، والارتفاعات المستمرة في الأسعار وغيرها.

وعلى كل حال، لن ينقضي وقت طويل قبل أن يحسم المصريون مصير الاستحقاق الانتخابي، وصولاً الى مرحلة جديدة، لا سيما في ظل صلاحيات المجلس البرلماني المقبل.

المصريون يرون أن المعركة الحقيقية هي الانتخابات البرلمانية وليست الرئاسية، فدور مجلس النواب المقبل سيكون جزءاً من حياة مصر «ما بعد الانتقالية».

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك