إرهاب البنوك الإسلامية!.. بقلم شملان العيسى
زاوية الكتابكتب سبتمبر 11, 2014, 12:27 ص 817 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / لماذا يعادون الفن والفنانين؟!
د. شملان يوسف العيسى
قد نتفهم ونقبل ان يعادي رجال الدين ذوو الاتجاه السياسي من اخوان وسلف وحزب الامة والتحرير وجماعة حزب الله أو حزب الدعوة الاسلامي شركات الانتاج الفني ويرفضون التعامل معها لكن ان يقدم احد البنوك الكويتية الجديدة على اتخاذ موقف شرعي من شركة اعلانات واقامة معارض وعلاقات عامة وتوزيع وانتاج فني في تأجير شقة فإن ذلك امر غير معقول والقصة باختصار شديد هي ان امرأة كويتية سيدة اعمال تملك رخصة تجارة صادرة من وزارة التجارة ووزارة الاعلام تسمح لها بمزاولة عملها في التجارة وتنظيم معارض مختلفة وعلاقات عامة وانشطة فنية للتوزيع والانتاج الفني تقدمت بطلب لتأجير مقر لشركتها في برج بنك وربة في شارع خالد بن الوليد بعد ان قرأت اعلانا عن وجود اماكن شاغرة للايجار في البرج وقد اتفقت مع الشركة المؤجرة على مبلغ الايجار وهو 1500 دينار وبما انها استوفت جميع الشروط التي طلبتها الشركة المؤجرة من رخص التجارة والاعلام وغيرها.. فقد كانت تطمح بموافقة الشركة على تأجيرها الشقة المطلوبة.. لكن هذه السيدة تسلمت مكالمة من قسم العلاقات العامة في برج وربة يفيدونها علما بأن طلبها لتأجير المقر قد تم رفضه من قبل اللجنة الشرعية في البنك لأن احد اغراض الشركة هو الانتاج الفني.. وهذا مخالف للشرع.
التساؤل الذي علينا طرحه.. هل يجوز للشركة رفض التأجير بسبب اغراض الشركة الفنية؟.. قانونيا يجوز لبنك وربة الاسلامي ان يرفض أو يقبل أي طلب للتأجير.. وهذا حق مشروع.. لأن طبيعة البنك اسلامية ويهدف العاملون بالبنك الالتزام بأهداف البنك الاسلامية، خلافنا مع البنك لا يتعلق بالحق القانوني لكن نستغرب ان تتخذ احد البنوك الكويتية المساهمة موقفا معاديا للثقافة والفن والفنانين نزولا لرغبة اللجنة الشرعية في البنك خصوصا وان رجالات الدين في الكويت لديهم منطلق ايديولوجي مسيس يعادي كل ما يتعلق بالانفتاح الفكري والحضاري على الآخر.. فاللجان الشرعية ينتمي معظم اعضائها للاسلام السياسي من اخوان مسلمين وحركة سلفية وغيرهم وهؤلاء لديهم مواقف معروفة ومعلنة ضد الثقافة.
ما يزعجني كإنسان ينتمي لهذا البلد ويؤمن ايمانا مطلقاً بالحرية والتعددية الفكرية ان ترى بعض البنوك في بلدة تتخذ موقفاً معادياً ومعلناً من اهل الفن والفنانين والثقافة بشكل عام وهم بذلك يطبقون المبادئ الفكرية الضيقة لبعض جماعات الاسلام السياسي التي تحارب الفن والفنانين والثقافة لأن هذه الانشطة الفنية والادبية والشعرية والمسرحية والسينمائية كلها تفتح عقول واذهان الشباب العربي لآفاق الحضارة الانسانية المنفتحة التي من اعمدتها التواصل الانساني عبر الموسيقى والفن لأن هذه الانشطة ليس لها وطن.. بل ذات نزعة اممية انسانية.
على القوى الديموقراطية من عشاق الفن والفنانين والمسرح اتخاذ موقف واضح وصريح من كل من يتخذ موقفا معاديا للثقافة بكل ابعادها.
واخيرا من المفارقات الغريبة ان نجد دول العالم المتقدم تتخذ موقفا حازما وقويا من الارهاب ومنابعه وتمويله بالتعاون مع دول الاعتدال العربي لنفاجأ اليوم بأن الارهاب وانكار الآخر ومحاولة اقصائه متأصلة وموجودة في بنوكنا الاسلامية.. صدق من قال بأننا ننفخ في قربة مخرومة وممزقة.. آه يا وطن.
تعليقات