النصف الآخر .. بقلم عبدالعزيز الدويسان
زاوية الكتابكتب عبدالعزيز الدويسان سبتمبر 11, 2014, 8:19 م 707 مشاهدات 0
عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (( أربع من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب الهني )) .
رابط قوي .. مؤسسة عظيمة .. مودة ورحمة .. تماسك وانسجام .. ألفة ومحبة .. تناغم وتقارب .. ميثاق غليظ .. عهد متين .. علاقة مقدسة .. رابط روحي إنه الزواج .
الحكمة تختصر الكلام الكثير بكلام قليل بمعنى غزير ، فالزواج العلاقة المقدسة وما يترتب عليه من مسؤوليات جسام وتقدير لهذه العلاقة بين الطرفين ، فمرحلة الاختيار والبحث عن النصف الآخر أولى المراحل لبداية تأسيس هذا المشروع المجتمعي ، ومن باب الحكمة نذكر ما أوصي به الربيع بن خيثم ابنه عندما أراد ابنه أن يختار الزوجة وعظة وقال :
فإذا هممت بنكاح امرأة فسل عن أهلها
فإن العروق الطيبة تنبت الثمار الحلوة
واعلم أن النساء أشد اختلافا من أصابع الكف
فتوق منهن كل ذات بذا مجبولة على الأذى
فمنهن المعجبة بنفسها المزرية ببعلها إن أكرمها
رأته لفضلها عليه لا تشكر على جميل ولا ترضى منه بقليل
لسانها عليه سيف صقيل قد كشفت القحة ستر الحياء عن وجهها
فلا تستحي من إعوارها ولا تستحي من جارها
وهناك هرارة مهارشة عقارة ، فوجه زوجها مكلوم وعرضه مشتوم
ولا ترعى عليه لدين ولا الدنيا ولا تحفظه لصحبة ولا لكثرة بنين
حجابه مهتوك وستره منشور وخيره مدفون
يصبح كئيبا ويمسي عاتبا شرابه مر وطعامه غيظ
وولده ضياع وبيته مستهلك وثوبه وسخ ورأسه شعث
إن ضحك فواهن وإن تكلم فمتكاره نهاره ليل وليله ويل
تلدغه مثل الحية العقارة وتلسعه مثل العقرب الجرارة
ومنهن( شفشليق شعشع سلفع) ذات سم منقع وإبراق واختلاق
تهب مع الرياح وتطير مع كل ذي جناح
إن قال لا قالت نعم وإن قال نعم قالت لا مولدة لمخازيه
محتقرة لما في يديه تضرب له الأمثال وتقصر به دون الرجال
وتنقله من حال إلى حال حتى قلا بيته ومل ولده
وغث عيشه وهانت عليه نفسه وحتى أنكره إخوانه ورحمه جيرانه
( شفشليق شعشع سلفع ) بمعنى : المرأة قليلة الحياء الجريئة البذيئة الصخابة سيئة الخلق )
ومنهن الورهاء الحمقاء ذات الدل في غير موضعها
الماضغه للسانها الآخذة في غير شأنها
قد قنعت بحبه ورضيت بكسبه تنتشر الشمس ولما يسمع لها صوت
ولم يكنس لها بيت طعامها بائت وإناؤها وضر
وعجينها حامض وماؤها فاتر ومتاعها مزروع
وماعونها ممنوع وخادمها مضروب وجارها محروب
ومنهن العطوف الودود المباركة الولود المأمونه على غيبها
المحبوبة في جيرانها المحمودة في سرها وإعلانها الكريمة التبعل
الكثيرة التفضل الخافضة صوتا النظيفة بيتا خادمها مسمن
وابنها مزين وخيرها دائم
وزوجها ناعم موموقه مالوفه وبالعفاف والخيرات موصوفة
جعلك الله يا بني ممن يقتدي بالهدى ويأتم بالتقى ويجتنب السخط
ويحب الرضى والله خليفتي عليك والمتولي لأمرك
انتهت حكمة الربيع خيثم عند اختيار الزوجة ، وهناك وصايا أب لابنه يوم زواجه و لكل شاب من مقبل على حياة جديدة :
فإنّ النّساء يحببن الدلال ويحببن التصريح بالحب ، فلا تبخل على زوجتك بذلك ، فإن بخلت جعلت بينك وبينها حجابًا من الجفوة ونقصًا في المودة ، فإن النساء يكرهنَ الرجل الشديد الحازم ويستخدمن الرجل الضعيف اللين فاجعل لكل صفة مكانها فإنه أدعى للحب وأجلب للطمأنينة،
فإنّ النساء يُحببن من الزوج ما يحب الزوج منهنّ من طيب الكلام وحسن المنظر ونظافة الثياب وطيب الرائحة فكن في كل أحوالك كذلك، فإنّ البيت مملكة الأنثى وفيه تشعر أنّها متربعة على عرشها وأنها سيدة فيه.،فإنّ المرأة تحب أن تكسب زوجها ولا تخسر أهلها.
فإيّاك أن تجعل نفسك مع أهلها في ميزان واحد، فإمّا أنت وإمّا أهلها، فهي وإن اختارتك على أهلها فإنّها ستبقى في كمدٍ، تُنقل عَدْواه إلى حياتك اليومية، فإنّ المرأة خُلِقت مِن ضِلعٍ أعوج وهذا سرّ الجمال فيها، وسرُّ الجذب إليها وليس هذا عيبًا فيها 'فالحاجب زيّنه العِوَجُ' .
فإنّ النّساء جُبلن على كُفر العشير وجُحدان المعروف، فإن أحسنت لإحداهنّ دهرًا ثم أسأت إليها مرة قالت: ما وجدت منك خيرًا قط، فلا يحملنّك هذا الخلق على أن تكرهها وتنفر منها، فإنّك إن كرهت منها هذا الخلق رضيت منها غيره.فإنّ المرأة تمر بحالات من الضعف الجسدي والتعب النفسي كن معها في هذه الظروف ، فاعلم أن المرأة أسيرة عندك ، فارحم أسرها وتجاوز عن ضعفها تكن لك خير متاع وخير شريك.
تعليقات