ازدهار الفنون والآداب يحتاج إلى استقرار سياسي واقتصادي.. برأي وليد الرجيب
زاوية الكتابكتب أكتوبر 4, 2014, 12:54 ص 561 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة / الفنون التشكيلية والهم العام
وليد الرجيب
حلّلت شخصيات مصرية مهتمة بالفنون التشكيلية، منها رسمية مثل مسؤول قطاع الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة المصرية، وأصحاب مؤسسات خاصة مثل «الغاليريات» أو صالات العرض، أو مجلات متخصصة، وأكاديميين متخصصين بالفنون التشكيلية، حللت أسباب تراجع الإقبال على المعارض ومتاحف الفن الحديث في مصر، وحركة اقتناء الأعمال التشكيلية خاصة بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو.
وأجمع الحاضرون على طاولة مستديرة في إحدى الفضائيات المصرية، على أسباب رئيسية منها تراجع دور الدولة في الاهتمام في أعرق بلد عربي بهذه الفنون، وخاصة في ظل حكم الإخوان المسلمين غير المهتمين أو المعنيين أو حتى الواعين لأهمية هذا الفن العظيم، بل سعوا لتهميشه تمهيداً لإلغائه مع بقية الفنون والآداب، لكن السبب الأهم كما يقول المنتدون هو أن المواطن المصري مهموم بلقمة عيشه، وبسبب الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية المتردية، وعدم الاستقرار الأمني الذي يقف خلفه الاخوان وأعمالهم وأذرعهم الإرهابية، وهذا ينسحب على فن المسرح العريق في مصر وغيرها من مناحي الثقافة والإبداع.
وإذا عرّجنا على واقع الفنون التشكيلية في الكويت رغم فقرها نسبة إلى مصر في هذا المجال، نجد أن ما يحدث في مصر ينطبق على الكويت بشكل أو بآخر، رغم أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بقياداته الحالية، أعطى الكثير من الجهد والاهتمام لهذه الفنون، سواء من خلال تفعيل المرسم الحر أو المعارض الدورية وغير الدورية إضافة إلى متحف الفن الحديث وغيرها، إلا أن الإقبال لم يعد كما كان قبل عقدين أو حتى قبل غزو واحتلال الكويت، حيث كان الفن التشكيلي منتعشاً مثلما كان المسرح أيضاً، كما يقتني المجلس الوطني للثقافة لوحات رائعة وذات قيمة فنية ومالية كبيرة، سواء من فنانين كويتيين أو عرب أو عالميين، ويخشى المهتمون من سوء تخزين هذه الأعمال التي تم اقتناؤها على مدى عقود طويلة، ويرون ضرورة عرضها بين وقت وآخر في المتاحف الفنية.
وما جعل هذا الاهتمام يتنحى قليلاً هو ازدياد حالة التخلف الثقافي والاجتماعي في المجتمع، وسيادة ثقافة دينية متشددة على مدى زمن غير قليل، بدأت في تكسير وتحطيم إعلانات المسرحيات ثم إطلاق النار على بعض محلات الفيديو، ومحاربة الفنون التشكيلية والموسيقية في المدارس رغم أنها حصص رئيسية، وكذلك تراجع اهتمام الدولة بالفنون والثقافة بشكل عام، وأيضاً الخصومة بين السلطة والشعب التي شكلت حالات من الاحتقان السياسي والأزمات المتكررة، إضافة إلى انشغال الناس بالهم اليومي من بطالة وغلاء معيشة وارتفاع جنوني للإيجارات، وتردي الخدمات مثل التعليم والصحة وترهل البنية التحتية التي شاخت ولم تعد تصلح لمتطلبات العصر.
إن ازدهار الفنون والآداب في أي مجتمع وفي كل العصور، يحتاج إلى مجتمعات مستقرة سياسياً واقتصادياً، كما تحتاج إلى حريات وانفتاح وديموقراطية حقيقية وعدالة وتكافؤ فرص، فإذا استقر وازدهر الأساس الاقتصادي الاجتماعي، أتاح ذلك انتعاشاً وازدهاراً للحياة الروحية أو المعنوية.
تعليقات