يكتب سامي الخرافي منبهاً عن خطر البخل!

زاوية الكتاب

كتب 858 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  وأما بنعمة ربك فحدث

سامي الخرافي

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا» وعنه أيضا يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: «قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدم أنفق أنفق عليك».

قصتنا كما يرويها صديق عزيز عن حالة جاره تتحدث عن أب بخيل جدا وفي نفس الوقت هو غني جدا جعل من ماله نقمة عليه وعلى أولاده الستة يقول صديقي إن ابن البخيل قد طرق عليه الباب يوما وسأله: ما هو الحكم الشرعي في أننا نتمنى جميعا موت أبينا كل يوم بسبب بخله؟ يقول والحسرة على وجهه: الناس تسافر الى دول أوروبا على معاشها أو تتسلف أما نحن فتعودنا الذهاب إلى البحر في الليل كل يوم في الصيف وأكل المموش مع دقوس صبار رغم المال الكثير لدى والدي وكانت ملابسنا وبالرغم من ثراء أبي إلا أنه يقول لنا دائما: الإسراف مو زين وهذا تبذير وحرام لدرجة أننا نلبس في كثير من المرات ملابس بعضنا البعض كنوع من التغيير الإجباري الذي فرضه علينا والدنا للأسف، وأكلنا محسوب علينا وكذلك الحركة داخل البيت أيضا لدرجة ان لدينا تلفزيونا واحد فقط في بيتنا كنوع من التوفير، أي حالة تلك التي نعيشها ؟!

ملابسكم يابوصالح وإن كانت بسيطة وإن كانت من محلات بوطقة أو بدينار ونص ولكنها مقارنة بما نلبس نحن فكأنها ماركة عالمية لدينا، الناس تعرف أن والدي لديه كثير من العمارات والاراضي.. الخ، ولكنه حارس لتلك الأموال إلى أن يتوفاه الله بعد عمر «قصير» وسوف تشاهدنا نلعب بالفلوس لعب انتقام وكره، وعلى الرغم من الاسطوانة التي يرددها علينا دائما تعبت لأجلكم وعلشان إذا مت تكونون مرتاحين وغير محتاجين لأحد.

نريد أن نكون مثل هؤلاء الناس ونريد أن نرتاح من العذاب الذي نراه كل يوم من والدي «الجعص» وتعني البخيل بالكويتي، وبعد موتك لن تجد من يترحم عليك ولن تجدنا نصلي عليك كرها فيك بل تجد كل الكلام سيندرج تحت عنوان لقد ارتحنا منه، أبعد هذا العمر الذي مر علينا وزهرة شبابنا لم نستمتع بما حبا الله أبانا من خير يحسدنا عليه الآخرون، والدي أعذرني أن أقول لست نادما على وفاتك لأنك حرمتنا من كل شيء ولم تجعلنا نشعر بإحساس الحياة التي كان أقل منا مستوى يعيشونها، علما بأن أبي يقوم بالتصدق يمينا وشمالا على الآخرين إلا أنه ينسانا وكأنه «عين عذاري» تسقي البعيد وتنسى القريب، ألم يسمع أو يشاهد ما قام به التاجر المعروف «الراجحي» من توزيع ثروته على أبنائه أثناء حياته لئلا يحصل تنازع بين أولاده بعد وفاته؟، ونعم القرار الذي اتخذه فكأنه يعطي والدي درسا في التعلم منه بأن هذا المال ليس لك ويجب أن تجعل أبناءك والمحيطين بك ينعمون به ويذكرونك بالخير بعد مماتك، ولكن هذا المبدأ يرفضه من باب «أذن من طين وأذن من عجين» للأسف، وقد قال الحكماء: الرزق مقسوم، والحريص محروم، والحسود مغموم، والبخيل مذموم.

ما أتمناه هو عمل حلقات نقاشية يشترك فيها الكثير من علماء الدين وغيرهم ممن يجدون أنفسهم قادرين على تثقيف مثل تلك الفئة وتحذرهم شرعا من خطر البخل وما قد يفعله بهم يوم لا ينفع الندم.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك