الثقة بالله ستجعل الخير يتسابق إلى الإنسان!.. عصام الفليج ناصحاً
زاوية الكتابكتب أكتوبر 5, 2014, 12:43 ص 1163 مشاهدات 0
الوطن
آن الآوان / خلك واثق
د. عصام عبد اللطيف الفليج
يعيش الانسان حياته بين العمل والأمل، وبين الخوف والرجاء، كجناحي طير لا يطير الا بخفقانهما سويا، والمؤمن هو من يعمل وكله ثقة بربه، وفق قاعدة «أنا عند حسن ظن عبدي»، لذا.. ما التجأ انسان بربه صادقا، متوكلا لا متواكلا، الا وكتب الله له الخير من حيث لا يعلم، اما اجابة في الدنيا، وأما دفع الضر عنه، واما يؤخرها له الى يوم القيامة، فَثِق بربك.
وفي التاريخ والسير نماذج لذلك الصدق مع الله، والذي يرفع به البلاء عن صاحبه، ومنها الآتي:
< طرح ابراهيم (ع) ولده الوحيد، واستلّ سكينه ليذبحه، واسماعيل (ع) يردد: افعل ما تؤمر.وكِلاهما لا يعلم ان كبشاً يُربى بالجنة من 500 عام تجهيزاً لهذه اللحظة، وتبقى سنة الى يوم القيامة.فَثِق بربك.
< لما دعا نوح (ع) ربه: {أني مغلوب فانتصر}، لم يخطر بباله ان الله سيغرق البشرية لأجله، وأن سكان العالم سيفنون الا هو ومن معه في السفينة. فَثِق بربك.
< جاع موسى (ع) وهو رضيع، بعد ان التقطه الحراس من النهر، وصراخه يملأ القصر لا يقبل المراضع، الكل مشغول به.. فرعون.. آسية.. المراضع.. الحرس، فيسخر الله من يرشدهم لأمه، فيقبل الرضاعة منها، كل هذه التعقيدات لأجل قلب امرأة خلف النهر وثقت بربها، مشتاقة لولدها، رحمة ولطفاً من رب العالمين لها ولابنها.فَثِق بربك.
< أطبقت الظلمات على يونس (ع)، واشتدت به الهموم، فلما اعتذر ونادى: {لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين}، قال الله تعالى: {فاستجبنا له ونجيناه من الغم}. فَثِق بربك.
< لما أرادالله عز وجل ان يخرج يوسف (ع) من السجن، لم يرسل صاعقة تخلع باب السجن، ولم يأمر جدران السجن فتتصدّع، بل أرسل رؤيا تتسلل في هدوء الليل لخيال الملك وهو نائم، ليفسرها، فتكون سببا في براءته أولا، وأن يصبح عزيز مصر ثانيا، وأن يعز والديه واخوته ثالثا. فَثِق بربك.
< لما عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول «زملوني.. دثروني»، كانت له البشرى بالنبوة. وبعدما توفيت زوجته خديجة رضي الله عنها وعمه ابو طالب، واشتد الكفار في أذاه، واشتدت عليه الهموم، واستلقى على فراشه حزيناً، يأتيه جبريل (ع) ليسري به الى المسجد الأقصى، ويعرج به الى السماء، وتنطلق من خلال الرحلة العديد من التشريعات، ويؤم الأنبياء، ويخفف عنه بالملائكة، فتكون له تسلية من همه وحزنه. فَثِق بربك.
اذاً.. كن واثقا أيها الانسان بربك، وستجد الخير يتسابق اليك من حيث لا تعلم، في الدنيا والآخرة، فكثرة ذكر الهموم لا تزيلها، وتكرار ذكر المشاكل لا تنهيها، ولكن ذكر الله عز وجل هو الباقي.فثق بربك في كل حين، وارفع أكف الخضوع والتضرع بكل لين، واعلم ان فوق سبع سماوات رب حكيم كريم.
٭٭٭
قال ابن القيم: «والأنس بالله حالة وجدانية تقوى بثلاثة أشياء: دوام الذكر، وصدق المحبة، واحسان العمل».
٭٭٭
قال اﻹمام الشافعي: «إذا انكشف الغطاء يوم القيامة عن ثواب أعمال البشر، لم يروا ثوابًا أفضل من ذكر الله تعالى، فيقولون: ما كان شيء أيسر علينا من الذكر».
فيتحسرون على مافاتهم من دقيقه ﻻيذكرون الله فيها.
تعليقات