عن جدوى حملات المقاطعة في مواجعة الغلاء وانتشار اللحوم الفاسدة!.. يكتب علي الفيروز

زاوية الكتاب

كتب 933 مشاهدات 0


الراي

إطلالة  /  قاطعوه.. وخلوه يخيس عندهم!

علي محمد الفيروز

 

كم أضحكني فيديو المواطن الذي تداول اسمه على التواصل الاجتماعي وهو يوجه كلامه الى البلدية بشكل كوميدي ساخر يقلد فيه صوت الكلاب وهي رسالة توضح عن مدى التسيب والغش المستشري في بيع اللحوم الفاسدة بمطاعم الكويت، وكيف انتشرت ظاهرة بيع لحوم الكلاب والحمير والحصن وغيرها من لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي والبلدية في سبات عميق أي آخر من يعلم وكأن الامر لا يعنيها ولا يهمها صحة وسلامة المواطن.

واليوم بدأ المواطن تصيبه حالة من الخوف والهلع مجرد النية في الذهاب الى المطاعم نظرا للمخالفات الصحية الجسيمة التي ترتكبها تلك المطاعم وكيف بدأت حتى الحشرات والصراصير والفئران تغزو أشهر المطاعم في الكويت وهي حالة لم تشهدها الكويت من قبل، ففي كل يوم نقرأ ونشاهد قصصا وحكايات جديدة مثيرة تحكي عن بيع لحوم وأسماك فاسدة في الاسواق والمطاعم وبالأخص عند قيام الجهات المسؤولة بشن حملات تفتيشية مفاجئة والسؤال هنا: ماذا لو لم تقم تلك الجهات من وزارة الداخلية ووزارة التجارة وقطاع البلدية والشؤون بواجباتها، وكيف لو نترك الامر لضمير التاجر او البائع من دون رقابة؟ ترى هل من الممكن ان نرى المصداقية في البيع والشراء، والمصداقية في صحة الانسان وفي النظافة العامة او على الاقل محاسبة النفس عند البيع والشراء لأي بضاعة؟!

نعم قد تكون هذه الامور مستحيلة فعلا ولكن من الممكن ان نطبقه في الواقع لو كنا نراعي ونحاسب ضمائرنا في التجارة قبل الآخرين.

والسؤال هنا متى يحاسب الانسان نفسه ويراعي ضميره عند البيع والشراء، ألا يعلم ان كل خطوة يخطيها الانسان يكون وراءها الحساب، فإن لم يرك الناس فالله يراك يا بني آدم... أيها البائع، أيها التاجر خاف الله فيما تعرضه للبيع، فكيف ان كان ذلك مضرا لصحة المستهلك؟! نقولها لأن مع الاسف كثرت في الآونة الاخيرة ظاهرة اللحوم الفاسدة الى ان أصبحت منتشرة كانتشار النار في الهشيم ومن هنا نستغرب من بيع هذه الآفة او الفطايس من دون ذمة ولا ضمير بل من اجل حفنة دنانير قد يتضرر منه الآلاف من البشر في الكويت، والأدهى من ذلك حينما تحمل هذه الفطايس ختما مزوّرا على انها مختومة من البلدية وراء هذه العمليات من الاحتيال والنصب وافد شريكه كويتي ابن البلد يتظاهر وكأنه لا يعلم عن هذه الألاعيب ولكنه في الواقع حريص كل الحرص على نصيبه من المال الحرام!

بين فينة وأخرى نلاحظ ضبط آلاف من الاطنان من اللحوم الفاسدة والاسماك الفاسدة وكانت آخرها في منطقتي حولي والسالمية ومنطقة المباركية واللحوم كانت تحتوي على آثار «عضات كلاب» وفي أعماقها ديدان حية، والخطة كانت لترويجها بين المطاعم والاسواق وبالذات محال الجزارة، ولكن كانت فرقة المباحث والبلدية لها بالمرصاد وفي الوقت المناسب، والسؤال هنا: أين الضمير الذي نتحدث عنه هنا، ألهذه الدرجة ترخص صحة الانسان عند بعض التجار والبائعين الى ان أصبح الامر وكأنه عادي، في الحقيقة لا يتجرأ الوافد على بيع هذه السموم الا اذا كان من وراءه مواطن تاجر يتخفى بلباس الشرف والوقار وهو في الحقيقة «مجرم» لا يخاف الله، وانتقل هذا الاحتيال الى سوق المباركية بعد حملات تفتيشية على سوق السمك ومحال المواد الغذائية، اذ اسفرت هذه الحملات عن مصادرة اطنان من الاسماك الفاسدة والمواد الغذائية المنتهية الصلاحية من قبل مفتشي البلدية وهذا بالطبع سببه التراخي والاهمال غير مبالين بصحة وسلامة المستهلك.

ان حملة «قاطعوه... وخلوه يخيس عندهم» الاخيرة قد نجحت وأتت ثمارها، واليوم نحتاج من هذه الحملات الشعبية في كل الاوقات بعد ارتفاع مؤشر الغلاء الفاحش وانتشار اللحوم الفاسدة.

ويبقى السؤال هنا: هل يعقل ان يدفع المستهلك مبلغ أربعين دينارا لأربع كيلوات من سمك الزبيدي؟! وهل يعقل ان يشتري المستهلك خروفا عربيا بمبلغ وقدره مئة وعشرين دينارا وقت عيد الاضحى المبارك؟! نعم انه عصر الغلاء يا سادة، في وقت انتشر فيه الغش والفساد وغابت الذمم والضمائر.

ولكل حادث حديث،،،

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك