أنور الرشيد يكتب عن دول الخليج والفشل الحتمي!!

زاوية الكتاب

كتب 2072 مشاهدات 0

انور الرشيد

مع الأسف الشديد احتجنا لأكثر من ثلاثة عقود لكي نقتنع كشعوب خليجية بأن منظومتنا فاشلة أو بالاحرى فشلت وفق أخر المستجدات على الساحة الخليجية ، قبل الربيع العربي لم يكن أحد يتوقع أو يقدر مدى هشاشة مجلس التعاون الخليجي كالمنظومة الخليجية و لكن بعد الربيع اتضح بأنها منظومة غير قادرة حتى على إدارة مخبر ناهيكم عن إدارة دول.
عندما تفاءلت شعوب الخليج بها واستبشروا خيرا صعقوا حقيقة و اكتشفوا بأنها منظومة اسر وليس منظومة دول ، فإدارة منظومة الأسرة تختلف عن إدارة دولة بها مؤسسات تُحكم السيطرة على المزاجية والرغبة في اتخاذ القرار وفق هواء أو رغبة أثارها وضع ما أو حدث هنا أو هناك ، وما التجربة الأوربية إلا خير مثال لنا فهاهو الاتحاد الأوربي يلعب دورا متميزا في مختلف بقاع العالم ومناطق النزاع وأخرها ولن يكون أخيرها اجتماع مسقط الذي كان بين كاثرين اشتون وكيري ظريف برعاية عُمانية في الوقت الذي تنهار منظومة مجلس التعاون الخليجي وتهاجم الكويت أثناء لعب دور الموفق بشكل أن دل إنما يدل على هستريا ورعب أمني ينتاب الأسر الحاكمة، والأمر الوحيد الذي نجحت به منظومة دول مجلس التعاون الخليج هو التنسيق الأمني فيما بين أعضائه ، ما عدا ذلك فلا يقتصر إلا على شكليات ورتوش بائسة لا بل لا يمكنني كخليجي أن افتخر بها أو أقارنها حتى مع الإتحاد الأفريقي.
أدرك ويدرك العارفون ببواطن الأمور بأن وضع دول الخليج لن يستمر على ما هو عليه خلال الفترة القادمة فالصدام الحلي بين أعضائه لم يعد صدام مخفي أو تحت الطاولة وإنما خلاف ظهر على سطح مياه الخليج الراكدة بشكل لم يعد معه حقن التخدير قادرة على تسكين ألمه ، لذلك من حقنا اليوم أن نقول كلمتنا و بصوت عالي فقد تركنا الأمر للقادة طوال أكثر من ثلاثة عقود وها نحن ندخل في العقد الرابع ونحن نجر أذيال الفشل عقدا بعد الأخر ، وعليه يُصبح من حقنا كشعوب خليجية أن نقول كلمة كفاكم تنازعا ونزاعا وأن مستقبلنا كشعب يحتم علينا مخاطبتكم مباشرة ونقول لكم أنكم تدمرون مجتمعاتنا الخليجية بسياساتكم حتى غدا العلم ينظر لنا كخزينة يغرفون منها وقتما يشاءون في وقت شعوبكم هي التي تدفع ثمن سياساتكم التي اتضح قصر نظرها ، ولا أدل على ذلك من قرار دعوة ضم المغرب والأردن لمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي وقرار الإتحاد الخليجي الذي فشل فشلا ذريعتا كما هو مجسد على ارض واقع الخليج الذي يتفكك ، ناهيكم عن فشل سياساتكم بالحد من نسبة الفقر والبطالة وأزمات السكن والمرور والصحة والتعليم والفساد الذي اصبح سمة متلازمة معنا والمعالجات الأمنية لرغبة شعوبكم بالديمقراطية و الحرية.
وأخيرا أقولها ناصحا ومحبا ومخلصا لا يمكن بأي حال من الأحوال إدارة مجتمعات كاملة بحجم دول الخليج وبثرائها وقلة عدد سكانها بعقلية إدارة قبلية فهي تنهار بالنهاية كما يُبلغنا بذلك التاريخ لا بل هي تنهار أمامنا حاليا فأوضع دول الخليج مريضة وينخر بها الفساد وما يحصل اليوم ما هو إلا مقاومة الانهيار، أما إدارة المنظومة وفق قواعد المؤسسة هي التي تبقى وتستمر وتتطور والشواهد أمامنا كثيرة ، لذلك لابد و أن تبدأ الأسر الحاكمة الخليجية اليوم قبل الغد بالتفكير جديا بالتحول للمالك دستورية حفاظا على مكانتها و دورها التاريخي وحفظاً لأمن واستقرار الشعوب الخليجية.
أنور الرشيد
رئيس المنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني

الآن - أنور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك